[email protected]
من الأقوال المأثورة التي نقرأها في طرقات الحياة القول: يا رب.. لا تدعني أُصاب بالغرور إذا نجحت، ولا أُصاب باليأس إذا فشلت، بل ذكّرني دائما بأن الفشل هو التجربة التي تسبق النجاح!
إذا قيل ان عليا بن أبي طالب رضي الله عنه بوابة العلم فهذا قول صحيح، اقرأوا وقفوا على قوله: من صفات القائد ان تبقى عيناه على النجوم وقدماه على الأرض.
ـ احذروا نشوة الانتصار والغرور، فإنها تهدم في ساعة ما بني في أعوام!
ـ عجبت للمتكبر الذي بالأمس كان نطفة ويكون غدا جيفة!
وأضحك طويلا أمام بيت شعري للشاعر الساخر جبران خليل جبران يقول:
إن الزرازير لما قام قائمها توهمت أنها صارت شواهينا
وفي الحياة وجدت انه لا غرور مثل غرور حديث النعمة!
قال تعالى: (يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور). سورة فاطر (5).
قال ابن المعتز: أشد العلماء تواضعا أكثرهم علما...
٭ ومضة: ما أروع أبيات الشاعر إيليا أبوماضي حيث يجسد الغرور، اقرأوا وعوا ما يقول:
يا أخي لا تمل بوجهك عني
ما أنا فحمة ولا أنت فرقد
أجميل؟ ما أنت أبهى من الور
دة ذات الشذى ولا أنت أجود
أم عزيز؟ وللبعوضة من خديـ
كَ قوتٌ وفي يديك المهنّد
لهذا قال طاغور: تدنو من العظمة بقدر ما تدنو من التواضع.
٭ آخر الكلام: قال تعالى: (وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون) سورة الأنعام (32).
٭ زبدة الحچي: التواضع صفة محمودة بين البشر وسبيل لنيل رضا الله سبحانه وتعالى، وقد رفع الله دائما قدر المتواضعين وأذل المتكبرين المتجبرين، يقول حبيبنا ورسولنا صلى الله عليه وسلم: «وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله».
التواضع يعني خفض الجناح للناس، وهذا ما يكسبك حبهم وقلوبهم، وهو دليل طهارة النفس وسلامة القلب من أمراض الخيلاء والكبر والطاووسية.
الكبر مهلكة والتعالي على الخلق والناس مثلبة، والتواضع دائما وأبدا سر النجاح.
لقد تعلمنا في حياتنا ان التواضع من صفات المؤمنين، وأيضا تعظيم من فوقنا لعمره ومكانته وأخلاقه ورمزيته وفضله.
لهذا لا تعجبوا في هذا الزمان اذا ما رأيتم أنه اذا نال الشريف رتبة تواضع بها، واذا نال الوضيع رتبة تكبر بها.
خذوها مني نصيحة: التواضع فضيلة مضادة للغرور ترفع مقام الإنسان أمام الله سبحانه ثم الناس، والتواضع لباس صفوة الناس وعباقرة الأرض.
تبقى الحقيقة ان كل من رفع نفسه اتضع، ومن وضّع نفسه ارتفع، جعلنا الله جميعا من المتواضعين حكاما ومحكومين، فالمشهد الأخير (متر × متر) في أقرب مقبرة من مماتك!