[email protected]
من يتابع الاحداث السياسية قد يغيب عنه العقل او يطيش! عن العقل والعاقل أكتب اليوم، وهناك قد يكون «فيوز واحد» ويذهب العقل العربي!
لقد ذهب الاستعمار بوجهه القبيح وقواته واستعمرتنا «سياساته» الجديدة بإثارة النعرات والعنصرية والطائفية واصبحت هناك «استثارة» و«اثارة»، فهذا كويتي وذاك عراقي وهذا لبناني وذاك سوري وهذا سعودي وذاك يمني وهذا جزائري وهذا مغربي وهذا اردني وذاك فلسطيني.. وهكذا منوال!
عمنا الجاحظ رحمه الله له مقولة جميلة تقول: اذهب حيث يريك العقل، ولا تذهب حيث تريك العين!
فكيف يا عمنا الجاحظ بالله عليك اذا طار العقل وزاغت الابصار؟
الرائع دائما هو بوابة العلم سيدنا علي بن ابي طالب رضي الله عنه يقول: «يا بني، احفظ عني أربعا وأربعا، لا يضرك ما عملت معهن: أغنى الغنى العقل، وأكبر الفقر الحمق، وأوحش الوحشة العجب، وأكرم الحسب حسن الخلق».
قول رائع من شخص اروع، أعطانا المختصر المفيد، وله قول آخر يقول: «لا غنى كالعقل، ولا فقر كالجهل، ولا ميراث كالادب»!
تبقى حكمة علي بن ابي طالب رضي الله عنه، : «إذا تم العقل نقص الكلام».
ومضة: أتوقف عند قول لقمان الحكيم لابنه: «غاية الشرف والسؤدد حسن العقل، ومن حسن عقله غطى ذلك جميع ذنوبه، واصلح مساوئه، ورضي عنه مولاه».
رحم الله الامام الشافعي يقول:
المرء ان كان عاقلا ورعا
أشغله عن عيوب غيره ورعه
كما العليل السقيم اشغله
عن وجع الناس كلهم وجعه
آخر الكلام: قيل لكسرى: اي الناس احب اليك ان يكون عاقلا؟ قال: عدوي! قيل له: وكيف ذلك؟ قال: لأنه اذا كان عاقلا كنت منه في عافية وامن، ولهذا قالت العرب:
ما شيء احسن من عقل زانه علم
ومن علم زانه حلم
ومن حلم زانه صدق
ومن صدق زانه عمل
ومن عمل زانه رفق
زبدة الحچي: عزيزي القارئ في كل مكان، يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: «صديق كل امرئ عقله، وعدوه جهله».
النصيحة المهداة للشعب العربي كله، من خليجه الى محيطه: «لسان العاقل وراء قلبه، وقلب الاحمق وراء لسانه».
كفوا وعفوا فالحلم غطاء ساتر، والعقل حسام قاطع، فاستر خلل خلقك بحلمك، وقاتل هواك بعقلك.. تسلم!
يقول ابوفراس الحمداني:
ومن أضيع الأشياء مهجة عاقل
يجور على حوبائها حكم جاهل
وأختم بقول سيدي وتاج رأسي رضي الله عنه وارضاه الفاروق عمر بن الخطاب: «ليس العاقل الذي يعرف الخير والشر، لكنه الذي يعرف خير الشرين»، صدقت ورب الكعبة.
المشهد العربي وما فيه من تمزق لا يتحمله «عقل» وعلينا بالصبر وعدم الانخداع بالشعارات، وانما بالتمسك بالحقائق، والدين يجمعنا ويحكمنا.