[email protected]
عقب صلاة القيام جلس (حداي) جنبي أحد الشمر الأعزاء وقال لي في خلوتي ومعتكفي لمن دعوت يا بومهند؟
فقلت: لناس كثر منهم الأحياء ومنهم الأموات!
فقال: ومن أكثر الناس الذين تذكرتهم في خلوتك واعتكافك؟
فقلت: تذكرت كثيرين!
فقال: أنا منهم؟
ضحكت ولم أعلق غير انه فاجأني وقال: أكيد دعوت لـ «راكان»؟
ابتسمت وناظرته وقلت: نعم وأنا متعجب من هذا «الشمري» الذي قطع علي خلوتي وقرأ ما في عقلي ودعائي.
التفت اليه متعجبا: بالله ما الذي جعلك تقول هذا القول بثقة؟
فقال: يا بومهند أنت واحد من الرجال الذين قرأنا له ما كتب في «راكان الأسطورة»!
أنت «ولا غيرك» انت تحديدا كتبت «استراحات» عن راكان الأسطورة والفارس الشاعر، وقدر الكبير ان يكون كبيرا وغيرها الكثير!
قلت له: واضح انك متابع جيد لما أكتب.
فقال: نعم، ودي أسألك عن سلطان الفارس الغائب الحاضر؟
فقلت: يا ابني لقد «هيضت لي المواجع» في هذه الليلة المباركة وذكرتني بمن امتطوا «صهوة المجد» من راكان الأول الى الحفيد راكان بن سلطان بن سلمان آل حثلين ـ أبو فلاح، رحمه الله ـ الذي غادرنا دون سابق إنذار وزاد الأمر حزنا (غياب) والده سلطان بن سلمان بن حثلين، شفاه الله وعافاه، وأرجعه لنا سالما.
نعم لقد تذكرت «راكان ونسله» في هذه الأيام المباركة، وتذكرت صفحات مجده «ولحظات انكساره» وكيف كان رجلا تمنت كل حرائر العرب الحوامل ان يلدن راكانا!
وقفة مع تاريخه تجد عظمته
سجانوه لم ينصفوه في كبره فأضاعوا سبع سنوات عجاف من عمره في زنزانته في سجن تركي! مع سجانه «حمزة».
وحول الشيخ راكان انكساره وأسره الى «نصر عربي إسلامي» بعد ان رفع «راية التوحيد» والجهاد في سبيل الله وقصم وهزم فارس الصرب!
ذهب «راكان» رحمه الله، بخيره وعلمه وورعه وتاريخه عند ربه بعد ان ساح في مجاهل الصحاري «مسامحا» كل من قصر في حقه، غير لائم أو معنف!
ومضة: آه ثم آه من طول الغيبة «أبا راكان» والنفس مرعوبة من طول غيابك يا سلطان!
كان صوتك بين فترة وأخرى يهدئ روعي، ويبدد مخاوفي، ويعطيني الأمل في قادمات الأيام!
لم يخطئ العم سلمان بن حثلين عندما أسماك «سلطانا»، فأنت «متسلطن» في ذاكرتنا، ونترقب وصولك وظهورك لنجلس معك في مجلسك بالعقيلة، ولسان حالنا قول أبيات الفارس الشاعر جدك راكان، طيب الله ثراه ومثواه:
من عقب ذيا حلا شرب فنجال
في مجلس ما فيه نفس ثقيله
هذا ولد عم وهذا ولد خال
وهذا رفيق ما لقينا بديله
آخر الكلام: عندما تلطمك الدنيا تذكر «خالقك» سبحانه، ثم تذكر من لهم عليك حق أو فضل أو معروف، وتمسك في كل أوقاتك بالحكمة والسنع، والزم الصمت يصلك حقك غير منقوص.
قال الشاعر المتألق دائما منصور بن جعشه ال ضاعن:
تطيح القصايد عند سلطان بن سلمان
تقلط على بابه وتثنا وتهداله
سلام الوفا والطيب من صادق الوجدان
ولا هو يساق إلا لشخصه ولا مثاله
زبدة الحجي: ما الذي يمنع ان تدعو في آخر أيام هذا الشهر الفضيل لأهلك وصحبك ورموزك الكبار الدين تعلمت منهم وتدعو لأبنائهم أو أي إنسان له فضل عليك؟!
لقد قالها الشيخ راكان بن فلاح منذ ان ذاع صيته، وهي «القاعدة» التي تذكرها كتب الحكمة القديمة «دارهم مادمت في دارهم»!
وتبقى أبيات راكان «حكمة» لمن أراد أن يستوعبها:
ما قل دل وزبدة الهرج نيشان
والهرج يكفي صامله عن كثيره
ما أبلغه من قول، وما أعظمها من حكمة، لفارس ذاع صيته وشهرته في آفاق الدنيا ورحم الله الحفيد راكان بن سلطان أبوفلاح، ونسأل الله ان يعجل لنا بشفاء وعودة حفيده الكبير مقاما، السائر على نهجه العم الشيخ سلطان بن سلمان الحثلين ـ بوراكان ـ مشافى معافى، وطهور باذن الله
«طال الغياب» يا ابا راكان
والقلب همومه تعوقه
والحشا فيها نار سعيره
والعبد لو مهل حياته قصيرة
(ولهنا) على صاحب الفزعات والجاهيات، سليل المجد حالب المآثر.
معايدة
بمناسبة عيد الفطر السعيد نسأل الله عز وجل ان يتقبل صيامكم وقيامكم ونضرع الى المولى ان يعيد هذه المناسبة على الكويت وشعبها بنعمة الأمن والأمان والخير والرفاه وروح الأسرة الواحدة وان يحفظ قائد مسيرتنا صاحب السمو الأمير وسمو ولي عهده الأمين.
وكل عام وأنتم بخير و«الأنباء» وأسرتها وجمهورها في داخل الكويت وخارجها، وللجميع عيدكم مبارك، وعساكم من عواده.