[email protected]
ونحن نمشي في دروب الحياة يأتيك «الوعظ» أحيانا من محيط ناسك من المقربين ومن البعيدين هكذا هي الحياة اليوم!
في الوعظ والواعظ أكتب اليوم سطورا لعلها تكون خارطة طريق صحيحة للواعظ والمتعظ! وهناك ناس في الحياة لا يمارسون هذا الدور ويصدقون أنفسهم فهم أبعد جدا من هذا الدور غير المناسب لهم!
تعلمت في حياتي أن خير موعظة ما كانت من عاقل مخلص، إلى سامع مُنصف، ومطبق لها في الحياة!
يقولون: السعيد من وعظ غيره!
قال الشاعر:
لن ترجع الأنفسُ عن غيّها
حتى يرى منها لها واعظُ
٭ لا تمارس هذا الدور الوعظي وأنت غير مؤهل ولا قادر يا بني آدم!
إذا كنت في الحياة تمارس الوعظ، فاعلم عزيزي القارئ الكريم أن الموعظة مانعة لك مما تشتهي، حاملة لك على ما تكره، إلا أن تلقاها بسمع قد فتقته العبرة، وقلب قدحت فيه الفكرة، ونفس لها من علمها زاجر، ومن عقلها رادع، فيفتح لك باب التوبة، الوعظ والنصيحة في الحياة عملية شاقة وصعبة إلا على أصحاب الهمم والقمم!
وتذكَّر أن فاقد الشيء لا يعطيه!
تمارس دور الواعظ والناسك والمُصلح تذكّر نفسك دائما وتذكّر حكمة الأكثم بن صيفي الذي قال:
«احذر الأمين ولا تأتمن الخائن فإن القلوب بيد غيرك»!
٭ ومضة: قيل لحكيم عظني؟ قال: جميع المواعظ كلها منظمة في حرفٍ واحد، قال: وما هو؟ قال: تُجمع على طاعة الله، فإذا أنت قد حويت المواعظ كلها.
تذكّر بيت الشعر هذا في حياتك:
أعمل بقولي وإن قصّرت في عملي
ينفعك قولي ولا يضررك تقصيري
أحيانا كثيرة أرى في حياتي (وعاظا) يمارسون دور (أم ناصر) وهو مثل شعبي: أم ناصر لسان طويل والحيل قاصر!
٭ آخر الكلام: اقرأ وتمعن في قول سيدنا الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه: «يا بني، من اتقى الله وقاه، ومن اتكل عليه عافاه، ومن شكر له زاده، ومن اقترضه جزاه، فاجعل التقوى عمارة قلبك، وجلاء بصرك، فإنه لا عمل لمن لا نية له، ولا خير لمن لا خشية له، ولا جديد لمن لا خلق له».
صدقت ورب الكعبة يا أمير المؤمنين يا ابن الخطاب.
٭ زبدة الحچي: ما أحوج هذا الجيل لتعلم الوعظ وتقبله وتطبيقه، يقول سيدنا لقمان الحكيم: «يا بني، لا تركن إلى الدنيا، ولا تشغل قلبك بها، فإنك لم تُخلق لها، يا بني لا تضحك من غير عُجب، ولا تمشي في غير أدب، ولا تسأل عما لا يعنيك، لا تضيِّع مالك وتصلح مال غيرك، يا بني إن من يَرحم يُرحم، ومن يصمت يسلم».
يا ناس، ترى كلنا بشر وكلنا نخطئ والعصمة ما هي إلا لنبي!
هذه هي الموعظة تحتاج الى (شاب وشابة) يقرآن السطور ويترجمانها إلى (دستور حياتي) خارطة طريق وهي موعظة واضحة: «لا تأمن هذه الدنيا، ولا تشغل قلبك بها، خل شوية للحياة واحصد زرعك للآخرة، أنت لم تُخلق للضحك ولا تغتر وتصير طاووس ولا تمشي في غير أدب والبس لباس (مؤدب) غير فاضح، واعلم ارحم تُرحم، وإذا لزمت السكوت ربحت.. موعظة سهلة وواضحة!
الزبدة: أراها في موعظة رائعة للخليفة عبدالملك بن مروان يقول: «يا بني، كُفوا الأذى، وابذلوا المعروف، واعفوا إذا قدرتم، ولا تبخلوا إذا سُئلتم، ولا تلحفوا إذا سألتُم، فإنه من ضَيَّق ضُيِّق عليه، ومن أعطى أخلف الله عليه».
عزيزي القارئ: عش حياتك مارس الوعظ إن استطعت وإلا كف خيرك وشرك تسلم!