[email protected]
في الحياة رجل وامرأة..
وفي الحياة رجال ونساء متمايزون!
وفي المواقف تبرز «المرجلة» من الرجال.
وفي الأثر تنعت المرأة بالصيت والوصف ويقال هذه «امرأة غير»!
أعود لكتابة «الومضات» بعد سلسلة تحقيقات الكروز البحري بهذه القصة الحياتية التي فيها العظة والعبرة وهي عن الشيخ الفارس والشاعر فرّاج العماني الملقب بعيد المغازي، وهو أحد شيوخ قبيلة سبيع وأهلها عرفوا بالكرم النجدي والشهامة العربية وكان (صاحبنا) ذا أخلاق فاضلة رفيعة وبيته مضافا للعربان والسابلة وملاذا للمحتاجين والمعوزين.
في عمره الـ 60 عاما تقدم وطلب الزواج من إحدى بنات قبيلته التي كان عمرها حوالي 18 عاما وكانت تتميز بجمال أخاذ ودفع لها مهرا وأكرمها وأعز مكانتها، فكان لا يرد لها طلبا وكانت النساء تقبل رأسها تقديرا منهم لزوجها ولكنها مع الزمن اغترت وتحولت الى طاووسية نرجسية متكبرة وطلبت من زوجها الطلاق فسألها عن السبب؟
فقالت أنت رجل كبير في السن وأريد أن أتزوج من شاب يماثلني في العمر فطلقها وترك لها كل ما قدم لها من مهر وجهاز ولم يأخذ شيئا، وبعد أن أكملت العدة تزوجت الشاب لكنها وجدت نفسها معزولة عن الناس وفقدت الدلال ومحبة الناس لها وهنا عرفت أن تقدير الناس إنما هو تقدير لزوجها (فراج) وليس لجمالها فندمت ثم طلبت من زوجها الثاني الطلاق، فقال لها: أطلقك بشرط أن تعيدي لي كل ما خسرته عليك من مال ومتاع ومهر وجهاز؟!
استنجدت بوالدها واخوتها فدفعوا لزوجها ما طلب وطلقها وكان عند زوجها الأول (فراج) خادم اسمه (عبيد) يستقبل ضيوفه اذا وصلوا بيت الشيخ ويقدم لهم القهوة وكان من المقربين عند الشيخ لا يرد له طلبا.
وأبلغته أنها نادمة على ما صار منها وانها ترغب في العودة، فقال لها أبلغ الشيخ، وفي الصباح كتب الشيخ فراج أبياتا من الشعر يقول فيها:
قله «اريش العين» يا عبيد لا شفت
عليه مردود البرا.. عشر نوبات
رميت حبله.. يوم بيديه تله
ولا ينحكي يا عبيد!! في فايتٍ فات
أنا الكريم.. اللي النشامى بظله
وزين التوالي.. يوم لوذات الأصوات
كلن على فعله.. وحظه يدله
واترك علو من ما بها صدق وإثبات
من باعنا.. نرخص مكانه ودلّه
ومن لا تقاض حي يقمح اليا مات
الله، الله، الله، شوفوا المعاني الجزلة من (مرجلة) لا رجل تذكرني بالفارس الشاعر كبير الصيت والمكانة راكان بن حثلين، رحمه الله، هؤلاء هم الرجال لا رجال الرخمة وأشباه الرجال.
٭ ومضة: هذه سالفة وقصة المثل اللي يقول:
من لا تقاض حي يقمح اليا مات!
٭آخر الكلام: لكل زمان رجال وأسطورة وهناك رجال الآن بيننا يستاهلون من يكتب عنهم لأنهم (رجال مرجلة)!
٭ زبدة الحچي: رحم الله راكان بن حثلين قالها في زمانه وسرت بين صفحات التاريخ تذكرنا برجال (غير) وأشعار غير يقول:
ما قل دل وزبدة الهرج نيشان
والهرج يكفي صامله عن كثيره