[email protected]
تمر عليك أزمان في التاريخ تعج بالأخلاقيات كما في صدر الإسلام وفي زمن الخليفة الخامس عمر بن عبدالعزيز وازدهار الدولة الأندلسية.
هذا العصر الذي نعيشه لا نقول غابت عنه الأخلاق البتة!
لكن لا نتجاوز الحقيقة عندما نقول بيقين إن زمن الطيبين قد ولّى!
وزمن دراكولا محاصرنا كأمة عرب ومسلمين!
إنه زمن البرغوت!
زمن «ترامبي» الذي يتساوى فيه الشر مع الخير؟
ذهبت أيها الزمن الجميل بالأجداد والآباء وتركتنا فريسة للابتزاز وسيطرة أدواتك العنكبوتية المسيطرة على الناس في كل مكان، ويبقى جيل نقي يهزه الحنين إلى الماضي الجميل والزمن الجميل!
قالها أمير الشعراء أحمد شوقي رحمه الله:
وإذا أُصيب القوم في أخلاقهم
فأقم عليهم مأتما وعويلا
وأي عويل يجدي في هذه الأمة المهزومة التي كثر فيها الآن الإلحاد وكثرت فيها الفتن!
انظروا في شباب هذه الأمة في كل مكان البطالة هي المتسيّدة ونحن أغنى الأمم؟
شباب محبط عاطل عن العمل (مرعاه وملفاه المقاهي والمولات)؟
سئل الحكيم لقمان: أي الخصال خير للإنسان؟
قال: الدين!
قيل فإذا كانت اثنتين؟ قال: الدين والمال، قيل: فإذا كانت ثلاثا؟ قال: الدين والمال والحياء، قيل إذا كانت أربعا؟ قال: الدين والمال والحياء وحُسن الخلق، قيل فإن كانت خمسا؟ قال الدين والمال والحياء وحسن الخلق والسخاء، قيل فإذا كانت ستا؟ قال: من اجتمعت فيه الخصال الخمس فهو تقي نقي.. والله ولي.
غاب في هذا الزمن الأب القائم بمسؤولياته والأم المدرسة والمدرس القدوة وأصبح (تويتر - فيسبوك - وانستغرام... إلخ) هو المربي والمعلم والموجّه!
٭ ومضة: أنا أرى بعد أن مارست التدريس وكسبت خبرة الحياة أن الأخلاق هي (الدين والمروءة) والضمير المستتر في حنايا النفس الإنسانية وما يصدر عنها من أفعال محمودة أو مذمومة!
٭ آخر الكلام: الأخلاق الإسلامية الحقيقية (الوسطية) هي المنقذة لنا من هذا التطرف والغلو والتكفير، لأن (أخلاقيات) المسلم الحق هي من سمات المؤمنين الصالحين وهي التي تجنبه الوقوع في الحرام والعيب واللوم والخطيئة والإجرام!
٭ زبدة الحچي: ما أحوجنا -أمهات وآباء- الى الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم في أفعاله وأقواله وامتثالا لقوله تعالى: (وإنك لعلى خلق عظيم).
إن الأخلاق بحاجة اليوم الى (أخلاق) مكانها القلب مرتبطة بالعقيدة تعظّم الإسلام وتأخذ بمنهجه وهذا هو منقذنا مما نحن فيه من تخبط، وبرجاء عدم تكرار القول رأينا التجربة الأفغانية وغيرها ماثلا أمامنا في لبنان والعراق واليمن وسورية وليبيا، وهذه كلها صنيعة الاستعمار الخفي في اللوبي المسيطر على مجريات الأحداث!
إننا نعيش أخلاقا غريزية فطر الله عليها الناس وكثير منها تلوث، ومطلوب أخلاق جديدة تقوم على الدين والتعليم، لكنه التعليم غير المُسيَّس!
أكبر قضية غفلت عنها مجتمعاتنا هي الأخلاق؟
ولن تقوم لنا قائمة إلا بتعديل المسار نحو الأخلاق الحقة!
ازرع تعليماً تحصد شعباً واعياً مدركاً لواجباته ومسؤولياته؟
آن الأوان أن نزرع شجرة الأخلاق لنحصد النتائج في مجتمعاتنا التي فقدت القدوة، ولنتذكر أن فاقد الشيء لا يُعطيه!
اللهم إني قد بلغت.. اللهم فاشهد.