[email protected]
الحياة متقلبة لا تستقيم لأحد وفيها يسر وعسر، وصلاح وفساد، وبسمة ودمعة، أمل ويأس، تفاؤل وتشاؤم، هكذا هي الدنيا.
أنا أهمس لشعبي الكويتي العزيز بأن نفرح ونتفاءل (باليايات)، أي القادمات من الشهور والسنوات، لأننا أولا شعب موحد ثقتنا بالله عز وجل كبيرة جدا وبيقين صادق، فلقد دخل علينا في غفلة (زمن) مليون جندي وخلال سبعة أشهر خرجوا مهزومين مندحرين!
نحن شعب عندنا (بيت الحكم مرتب) ودستور (ستيني) سبق عصره ومطبق ولدينا كل أدوات الحكم التشريعية والتنفيذية وقضاء نزيه (إحنا دولة) مؤسسات ومرتبتنا في مقدمة الدول وهناك محاسبة من الأجهزة الرقابية واستجوابات وهناك مشاريع جديدة تجعلني وغيري من المواطنين نتفاءل ونفرح مثل مشروع المطار الجديد ومشروع طريق الحرير الثلاثيني، ويكفي أن المواطن في آخر الشهر يذهب للجهاز البنكي ويلقى راتبه نازل في الموعد المحدد.
الأمل والتفاؤل من سمات الشعب الكويتي والذي صمد عبر التاريخ لكل الخطوب بنوع من الجلد والمصابرة والجد والمثابرة.
لهذا أقول لمن يتطيرون ويبثون في الناس مقولة (اشتري) لك عقارا في الخارج تأمن حياتك!
من قال إن هذا (أمن) إن الله يغير الأحوال في كل مكان والأمن والأمان (رضا داخلي) في النفس المؤمنة بالله والواثقة بأن الأقدار والمصائر بيد الله وحده.
واضح أن التطورات والأحداث والمشاهد تجعل بعض المحللين يتشاءمون من النتائج الأولية ويعكسون نظرتهم (السوداوية) على جميع الأمور والمراحل القادمة واللاحقة!
الذي يجب أن يسود اليوم في (الأسرة الكويتية) أن الكويت باقية وقوية بنظامها وأمنها وشعبها المتمسك بالوحدة الوطنية دون مقارنتنا بأي كان، فنحن نملك نظاما مستقرا وحضاريا مقارنة بالآخرين وكل الشواهد (إيجابية) ولصالحنا كبلد وكيان دون النظر للأحداث الجارية وإن كنت ممن يؤمنون بالأخذ بالأسباب لأننا أمام (حوادث دهر) كارثية فكم بلد تمزق أمام أعيننا؟
الأمل والرجاء من الله عز وجل أن يديم علينا نعمه وآلاءه إنه السميع المجيب.
٭ ومضة:
لنتمسك دائما بالأمل لأنه شعور إن سيطر علينا صرنا نعيش ونتنفس تفاؤلا وإيجابية تجاه بلدنا وشعبنا وتجاه الآخرين، مهما مرت علينا من أحداث دعونا نتمسك بالأمل لأن الأمل مفتاح الجمال في الحياة، وهذا الأمل يحتاج الى من ينميه لا من يكسره بالتحليلات الفنية الزائفة.
حتى يعيش الإنسان (حياة طبيعية مستقرة) عليه أن يضبط المشاعر ويصنع العقل دائما، لهذا دعوة لطرد القلق الذي يسبب الاكتئاب والاكتفاء بالأمل علاجا لكل مشاكلنا.
٭ آخر الكلام:
شوفوا النظرة السوداوية للأمور عبر تحليلات بشرية قابلة للخطأ أو الصواب يجعلني أدعوكم الى عدم اليأس، لأن اليأس إذا استوطن قلوبنا أحرق مهجتنا وأطفأ نور التفاؤل في نفوسنا، وإذا تسرب الى قلوبنا أثر على عقولنا وحطّم كل أمل وتفاؤل وصرنا محرقة للهواجس والظنون والقلق والترقب.
٭ زبدة الحچي:
نحن أحوج ما نكون اليوم في الكويت الى التفاؤل لكسر هذه الأوقات العصيبة، لأن هذا يوضح (حسن ظننا) بالله عز وجل وهذا مجلبة للسعادة وتقوية للعزائم وباعث لنا على مواصلة الحياة والإصرار على حفظ الكويت لأنها (أمانة) في أعناقنا جميعا.
بالتفاؤل والعمل الجدي لتطوير الكويت تتوحد القوى لدعم الجسد الكويتي، وهذا (الاستقرار) يجعل (الروح) متوافقة مع الواقع مليئة بالحماس وخالية من الوساوس والاضطرابات والتشاؤم.
لنعلِّم صغارنا منذ اللحظة أن التفاؤل دفاع جيد ضد التعاسة ومفتاح الصحة والسعادة والنجاح.
أيها الشعب الكويتي العزيز: اطرد الأفكار السلبية ونمِّ في حياتك التفاؤل بعيدا عن (الحسد والقيل والقال وتهبيط الهمم)، ثقتنا بالله كبيرة وثقتنا بحكامنا وشعبنا وأمرنا في أوله وآخره بيد الله عز وجل إن صدقت النوايا.
وأختم بما قاله الشاعر:
ما أضيق العيش في الدنيا بلا أمل
يفضي إلى السعد أو يفضي إلى النكد
الواقع العربي كله محبط والكويت بلد النور، فلنتفاءل من خلال تفعيل وإعادة النظرة الإيجابية، وسيتجاوز بلدي وشعبي كل المراحل بعلو الهمة والتفاؤل الإيجابي المتماشي مع السنن الكونية والأخذ بالأسباب بعيدا عن الخوارق والكرامات، فنحن (حكومة وشعبا) على ثقة بالله يحقق لنا موعوده بحفظ الكويت من كيد الكائدين.. اللهم آمين، اللهم آمين، اللهم آمين.