[email protected]
الكويت بيت الحكمة.. يقولها أهل الساسة والعامة من الناس في مشارق الأرض ومغاربها.
نعم.. أقولها بفم مليان بالثقة وهي بلا منازع اليوم قلعة الأمثال والحكم ومثال رائع للدولة التي تساهم بفاعلية وجهد واجتهاد ما بين الدول كي يسود القانون ويطبق وتعلو هامة التنمية، ولهذا سميت عاصمة الإنسانية وبلد قائد الإنسانية.
يقول سيدنا أبوبكر رضي الله عنه وأرضاه: «أصلح نفسك يصلح لك الناس».. اتركوا حفنة «المزورين» على جنب!
اذا كانت الأمثال والحكم حضارة الشعوب تنتقل مشافهة من فهم الى فهم، فهذا يعني بلا أدنى شك ان «المثل» حكمة مفرغة من كلمات قليلة ذات دلالة ولهذا قالوا: وأصبح مضرب الأمثال.. والكويت اليوم بلا أي مكابرة او استعلاء «بيت الحكمة» العالمية.
قال تعالى في محكم التنزيل: (ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل ـ الروم: 58).
وقال تعالى: (.. ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم ـ النور: 35). وقال تعالى:(.. وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون- الحشر: 21)
واليوم بكل الفخر الكويت يضرب بها المثل وتتجلى فيها الحكمة والعالمية. ونظرة للكويت واقعية تجد ان كل شعوب العالم التفتت لهذه «الديرة» منذ زمن بعيد ومدت معها العلاقات وتبادلت معها المصالح، ولهذا كله تذكر كلمة والدنا الراحل أمير القلوب الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه ومثواه، عندما خطب في الأمم المتحدة إبان الاحتلال العراقي الغاشم في أغسطس 1990 وكيف وقفت الوفود مجتمعة «تصفق» له اكثر من عشر دقائق تزيد او تنقص إكراما له ولبلده ولشعبه وصمود الكويت.
ولا يجتمع المثل ووصف الحكمة إلا اذا كان هناك إيجاز في اللفظ، وإصابة في المعنى، وحسن التشبيه، وجودة الكناية، فهذا والله نهاية البلاغة.
وتبرز حكمة الكويت عبر التاريخ والزمان في انها تقدم «الخير» والتنمية والمال والقروض والتسهيلات دون منة أو اي ابتزاز، متحملة في سبيل هذا «المبدأ» و«الحكمة» كل غال ونفيس وياما تحملت الضيم والظلايم:
يقول الشاعر طرفة بن العبد:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة
على المرء من وقع الحسام المهند
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا
وتأتيك بالأخبار من لم تزود
ويأتيك بالأنباء من لم تبع له
بتاتا ولم تضرب له وقت موعد
لعمرك ما الأيام إلا معارة
فما استطعت من معروفها فتزود
عن المرء لا تسأل وأبصر قرينه
فإن القرين بالمقارن مقتد
إن أشقى الشعوب اليوم بالقيادات الديكتاتورية أحادية التفكير وأشقى الولاة من شقيت به رعيته التي سرت فيها العداوات والخصومات!
نحمدالله عز وجل اننا كشعب عربي مسلم كان على الدوام شعارنا: وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا، وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان.. نسدد ونقارب ولاتزال الكويت تتعامل دائما، ادفع بالتي هي أحسن وفي «حال الخلاف» تسعى جاهدة، فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وحاصروا «عداواتكم» واقبروا الخصومة في مهدها حتى لا تنتشر!
ومضة: الكويت عبر تاريخها الممتد لأكثر من 350 عاما خلت تطبق: ولا تزر وازرة وزر أخرى، وان ليس للإنسان إلا ما سعى، وإن الله لا يغير ما في قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
آخر الكلام: شعار الكويت الأبدي: رأس الحكمة مخافة الله.
زبدة الحچي: جار قريب خير من أخ بعيد، والعتاب خير من الحقد وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور، ولله الأمر من قبل ومن بعد، انها عظة لأولي الألباب!