[email protected]
أصعب موقف يمكن أن تقابله في الحياة إنسان بلا ذاكرة!
الجميع في هذا الكون يشكون من ذاكرتهم ويخافون الزهايمر! لكن ما في أحد يشكو من «منطقة آرائه وأفكاره وحنته» خاصة اذا كانت معوجة ومغلوطة!.. انها صندوقك الأسود ورصيدك من الذكريات!
جميل ان نتذكر وان نسمح لذاكرتنا بان تتذكر لكن ايضا علينا ان نقدر لها اذا ما ارادت ان تمسح من الاحداث المؤلمة والمزعجة فالنسيان نعمة!
شهر اغسطس دائما يذكرني بالأحداث يوم مولدي ويوم الاحتلال العراقي الغاشم والحر والرطوبة والغبار انها الذكرى، والذكرى كما نعلم جرس يرن في أعماقنا وان كنا نتمنى النسيان!
ما أجمل ان تحافظ على ذكرى في «حياتك ولحظاتك» السعيدة فهي الوسادة الناعمة يوم تحن للذكرى واسترجاع «أيامك الجميلة» خارج مرحلة شيخوختك!.. قبل وصول البعبع «الزهايمر» اللعين!
هذا الزهايمر (أفقدني) صاحبي مبكرا للأسف!
قال الشاعر:
دقات قلب المرء قائلة له
ان الحياة دقائق وثواني
فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها
فالذكر للإنسان عمرٌ ثاني
ومضة: الوصية ان تذكرت تذكرت «المحامد والشخوص» الذين كان لهم فضل عليك ومنهم تعلمت واستفدت وهم في ذكرياتك في أعلى مقام!.. انهم «رموزك» تاج رأسك ووسام صدرك!
في حياة كل إنسان «ذكريات» منها ما هو قابل للعرض وكثير منها «الإهمال» طريقها واتذكر مما تعلمناه على مقاعد الدراسة ما قاله أمير الشعراء أحمد شوقي وغناها محمد عبدالوهاب عام 1928 ثم غنتها فيروز لاحقا:
يا جارة الوادي طربت وعادني
ما يشبه الأحلام من ذكراك
مثلت في الذكرى هواك وفي الكرى
والذكريات صدى السنين الحاكي
هكذا هي الدنيا إنها ذكرياتي وذكرياتي مع الآخرين، والأحزان والأفراح والنجاح والإخفاق!
هي ذكريات الأمس تمهد إلى الغد المشرق الحافل بالأيام الجميلة.. أحيانا الذكريات تعطّل لغة الكلام!
آخر الكلام: مهما حاولنا النسيان إلا ان الذكريات تبقى محفورة في داخلنا تذهب بنا الى «عالمنا الجميل» بعضها جميل وآخر مؤلم ولكن ما يجمعها انها ذكرياتك من الماضي انها «التخزين والترميز» الجميل بعضها ينسى وكثير منها في قلوبنا وعقولنا وضمائرنا محاط بالحنين صعب محوه أو نسيانه!
خاصة ذكرى الوفاة!
زبدة الحچي: محطات الذكريات كثيرة أبرزها «الطفولة» ومرحلة الشباب خاصة «التلمذة» بمدارسها ثم الوظيفة والشخوص والصداقات وكثيرون في «شيخوختهم» يقولونها بزفرة حارة: ليت الزمن يرجع!
الإدراك السليم شيء فطري، والعبقرية الحقيقية ان تكون ذكرياتك ملهمتك نحو الحاضر والمستقبل لانك اليوم «الحكمة» التي تجنبك اخطاء الأمس!