[email protected]
لمَ صارت الناس تكابر ولا تعتذر في حال حدوث خطأ أو غلط؟
خصال جميلة ينبغي أن نعلّمها لمن حولنا، وهذه هي المحامد (خصلة الاعتذار) لأنها والله تكتب بماء الذهب لأهميتها في هذه المرحلة، الناس صارت طواويس!
ثقافة الاعتذار والتسامح لا يقوى عليها إلا كبير المقام والهمة والخصال الطيبة وهي دليل (قوة) وليس ضعفا!
لا تخجل عزيزي القارئ إن (أخطأت واعتذر) عن خطئك لأن هذا فعل (نبيل وكريم) ويعطي الأمل في تجديد العلاقة والثقة بين الناس بعضهم بعضا في قادمات الأيام!
هناك أسباب كثيرة للاعتذار خاصة عندما نسيء الظن بأحد أو نجرح إنسانا بكلامنا، هي مواقف وردود أفعال، لكن كلمات الاعتذار كثيرة في القاموس أكثرها انتشارا كلمة (آسف) أو لم أقصد، أو أعتذر لك أو عذرا، وما شابهها من مفردات جميلة ذات دلالة على نفس شفافة تخاف الله.
قال ابن حزم رحمه الله:
«ناظرت رجلا من أصحابنا في مسألة فعلوته فيها لِبكُوءٍ (عيب) كان في لسانه، وانفصل المجلس على أني ظاهر، فلما أتيت منزلي، حاك في نفسي منها شيء، فتطلبتها في بعض الكتب، فوجدت برهانا صحيحا يبين بطلان قولي وصحة قول خصمي، وكان معي أحد أصحابنا ممن شهد ذلك المجلس فعرّفته بذلك، ثم رآني قد علّمت على المكان من الكتاب، فقال لي: ما تريد؟
فقلت: أريد حمل هذا الكتاب وعرضه على فلان، وإعلامه بأنه المحق وأني كنت المبطل، وأني راجع الى قوله، فهجم عليه من ذلك أمر مبهِت، وقال لي: وتسمح نفسك بهذا؟!
فقلت له: نعم، ولو أمكنني ذلك في وقتي هذا لما أخّرته الى غد».
ثم علّق ابن حزم على قصته قائلا: «واعلم ان مثل هذا الفعل يُكسبك أجمل الذكر، مع تحليك بالإنصاف الذي لا شيء يعدله، ولا يكن غرضك أن توهم نفسك أنك غالب، أو توهم من حضرك ممن يغتر بك ويثق بحكمك أنك غالب، وأنت في الحقيقة مغلوب! فتكون خسيسا وضيعا جدا، وسخيفا البتة، وساقط الهمة».
ومضة:
أن تسود أخلاقيات (الاعتذار) فهذا والله من كرم الله علينا، ونأمل أن تتأصل حتى تصير من (أركان) تعاملنا، وعلى رجال التربية والتعليم إدخال هذه الخصلة في المناهج والمقررات حتى تصير واحدة من أخلاقيات مجتمعاتنا العربية المتحاربة!
آخر الكلام:
الاعتذار هو العطر الفواح الجميل الذي يحوّل أكثر اللحظات حماقة الى هدية مقبولة تحظى بالقبول والتقليد لاحقا!
ليت مناهجنا ومقرراتنا الدراسية تدخلها ضمن المناهج لأهمية هذا الأمر الحيوي.
زبدة الحچي:
أيها القارئ الجميل، من منا لا يرتكب الأخطاء؟ الكمال لله وحده سبحانه، لنتعلم من تجاربنا (مكرمة الاعتذار) أي (اعتذر) في حال وقوع الخطأ واجعل الاعتذار والصفح في أولويات قاموسك!
والأجمل من الاعتذار أن يصفح الطرف الآخر في المقابل!
أنا «آسف».. كلمة ثقيلة في ميزان الأخلاق.. جرّبوها!