رغم اتفاقنا مع نبل أهداف حملة أسطول الحرية والتي تتمثل في محاولة كسر الحصار القائم على أهالي غزة والضغط على الإسرائيليين في هذا الاتجاه، فإن هناك عددا من الملاحظات التي يجب التنبه إليها.
أولا: أن إسرائيل قوة مغتصبة لا تجدي معها مثل هذه المحاولات الإغاثية والسلمية حيث دأبت ومنذ قيامها في العام 1948 على تحدي القانون الدولي والضرب بقرارات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي عرض الحائط ولن يضيرها كثيرا مثل هذه التجاوزات التي يرتكبها جنودها فهي تعلم أن ما يحدث في العالم الآن «جعجعة بلا طحن».
ثانيا: الموقف المتخاذل للولايات المتحدة تجاه انتهاك القوانين الدولية وكذلك بعض الأطراف الأوروبية بما شجع إسرائيل على الاستمرار في القرصنة والعربدة حتى في المياه الدولية لأنه وببساطة أي قرار سيتخذه مجلس الأمن سيجد الفيتو الأميركي بمواجهته.
ثالثا: أن الموقف التركي، مع احترامنا له ـ إلا أنه لم يكن بالقوة المنتظرة، فماذا فعلت أنقرة إزاء مقتل 9 من نشطائها والقرصنة على سفنها واحتجاز مئات من متضامنيها ومصادرة ما تحمله قافلة الحرية؟ مجرد إجراءات لا ترقى الى المستوى المطلوب، فأردوغان استخدم لغة الخطاب العربي عالي النبرة دون إجراءات رادعة لمثل هذا التعدي على النشطاء الأتراك.
رابعا: يجب أن نعلم حجمنا الحقيقي ككويتيين وأن نأخذ العبرة من السنوات السابقة تحديدا قبل الاحتلال العراقي الغاشم، حيث دأبنا آنذاك على أن نلعب دورا سبب لنا كثيرا من المشاكل مع دول عديدة، ولذلك أنصح بأن يكون التركيز على الجهد الديبلوماسي لنصرة القضية الفلسطينية حتى يمكن تحقيق الهدف المطلوب فنحن نريد «العنب» لا «الناطور».