Note: English translation is not 100% accurate
الكويتية 501
الأحد
2006/9/10
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1746
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : يوسف الراشد
الرحلة رقم 501 للخطوط الجوية الكويتية التي أقلعت مساء الخميس الماضي من مطار الكويت متجهة الى لبنان لم تكن رحلة عادية لطائرة تقطع مسافة ساعتين بين مطار الاقلاع ومطار الوصول، بل هي رحلة تمثل رمزا ذا دلالات متعددة تشع في أكثر من اتجاه، وتصب كلها في خانة علاقات متميزة بين الكويت ولبنان تتجاوز الديبلوماسية والأطر المرعية المحسوبة الخطوات، لتصير نهرا من الحب والتقدير المتبادل ينساب بين الحكومتين والشعبين ليغذي علاقة وطيدة وأخوة عميقة زادتها الأحداث متانة وعمقا، وعمّدتها ظروف التاريخ والهم الواحد والقيم المشتركة، والمواقف المنسجمة، التي جعلت من البلدين ما يشبه جسدا سياسيا واحدا وان توزع على موقعين جغرافيين، وجعل من اللبنانيين والكويتيين شعبا واحدا يتجاوز الفروق اللهجية بين طرفيه، ولا يعبأ لاختلافات بيئية تقارب بينهما أكثر من ان تباعد.
فقد أقلعت هذه الطائرة الكويتية محفوفة بحب الكويتيين وتقديرهم للشعب اللبناني الصامد، لتكون الطائرة الأولى التي تحط في مطار بيروت بعد أقل من 40 دقيقة من فك الحصار الاسرائيلي، فكأنما مرور الطائرة في سماء لبنان كان يرسم اعلانا «جويا» لعودة الأمور الى طبيعتها، ولعودة الحرية للبنان الذي عانى حربا ظالمة وحصارا ضاريا تجاوز 55 يوما، ولصمود هذا الشعب المناضل حفاظا على قراره بعد شهرين من الكفاح رفضا للهيمنة الاسرائيلية.
ان الطائرة الكويتية في رحلتها 501 هي امتداد «عاجل» لموقف الكويت الدائم في مؤازرة لبنان الشقيق والانتصار لقضاياه العادلة ومواقفه الباحثة دائما عن حق الحرية والكرامة الوطنية، وهو أمر ترى الكويت انه ليس مجرد واجب سياسي تؤديه الى من يحتاج اليه، بل هو تصرف تلقائي من الشقيق الى شقيقه، لا ينتظر توثيقا اعلاميا، ولا يبحث عن دفاتر للحسابات، أو بروتوكولات للمصالح.
فالشعب الكويتي لا ينسى التأييد اللبناني لحقه في ترابه الوطني حين لقي الغدر من جار الشمال في اغسطس 90.
وبينما تلكأ «عرب» كثيرون في ادانة العدوان العراقي وحنث آخرون بعروبتهم، سارع لبنان شعبا وحكومة ليكون أول من أعلن ادانته للاحتلال الغاشم لأرض الكويت، بعد ساعات قليلة من العدوان.
واللبنانيون لا ينسون الدور المناصر لوحدة لبنان وقراره المستقل والمؤيد للشعب اللبناني الواحد بلا تفرقة بين ألوان طيفه المتمازجة مهما حاولت ملابسات السياسة ان تفرق بينها في حرب أهلية ـ لا أعادها الله ـ استمرت 17 عاما.
فلئن كانت الطائرة 501 قد نزلت في مطار بيروت حاملة عنوان الحرية، فهي ايضا حملت للبنانيين من أرض الكويت الصامدة رسالة تأييد، واعلان مناصرة، وبطاقة توثيق لأخوة صادقة بين شعبين وحكومتين اجتمعا في ضمير واحد، ومصير واحد، ونهر من الحب لا ينضب على امتداد الزمن.
اقرأ أيضاً