Note: English translation is not 100% accurate
تفعيل الانتماء
الأربعاء
2006/10/18
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : يوسف الراشد
حملت الكلمة السامية التي ألقاها سمو الامير الشيخ صباح الاحمد للمواطنين بمناسبة العشر الاواخر منهجا للعمل الوطني وفلسفة للعلاقة بين المواطن والوطن، كما فتحت الطريق الذي يجب ان نسلكه جميعا من اجل بناء الكويت العزيزة امتدادا للوطن الذي صنعه الآباء والاجداد بعرق شريف وجهد كبير وعزيمة صنعت بلدا لا يعرف تفرقة بين مواطن وآخر، بل الكل كويتيون يقتسمون هذه المساحة الجغرافية التي ربما لا تكون كبيرة، ولكنها تحمل الكثير والكثير من الآمال والطموحات باتساع صدور مواطنيها وآفاق وحكمة حكامها الكرام، وهي الآمال والطموحات التي كانت دائما ـ ولاتزال ـ تحدو الكويت في اداء دور بارز ومؤثر في محيطها الاقليمي والعربي والدولي، دور يفوق مساحتها الصغيرة وشعبها قليل العدد، ويجعل من الكويت دولة جديرة بالتقدير والاحترام بين اعضاء الاسرة الدولية.
لقد اكد سمو الامير على ان هذه المكانة الكبيرة التي صنعتها الكويت، لم تعتمد فحسب على موقعها الاستراتيجي، بل ترتكز قبل هذا على الكويتيين انفسهم الذين بنوا مجدهم بتعاونهم وتضامنهم، قبل عصر النفط، وهو ما يجب ان يظل على الدوام دستورا للمواطنة الحقة، ليكون الضمان الاكيد لكويت المستقبل التي حثنا سمو الامير على ان نسلمها لابنائنا افضل مما تسلمناها من آبائنا الذين ـ بدورهم ـ لم يدخروا جهدا في سبيل نهضتها.
ولاشك ان ارتكاز سمو الامير في حديثه السامي على القانون والتعليم بوصفهما ركنين اساسيين لنهضة الكويت وسعادة ابنائها، انما يمثل جانبا من حكمة سموه التي تستند الى خبرة طويلة في العمل السياسي عايش فيها ـ بل وقاد ـ تجارب كثيرة منذ فجر النهضة الكويتية الحديثة، فسيادة القانون واحترامنا جميعا لنصوصه وروحه هما الضمانة الكبرى لأمننا الاجتماعي، وشعورنا بأننا جميعا متساوون في الحقوق والواجبات وان التفاخر الوحيد الممكن لكل منا هو مدى اسهامه في بناء هذا البلد العزيز، ومنافسته لاعلاء رايته.
فكلنا مواطنون، وعلينا جميعا مراعاة حق الوطن علينا.
اما التعليم فهو اساس النهضة ومعيار التقدم لكويتنا، وابنائها، فمن دون تطوير مؤسساتنا التعليمية، شكلا ومضمونا وفلسفة وهدفا على حد سواء، لا يمكن للكويت ان تكون جزءا محوريا من عصرها، وان تكون عاملا مؤثرا فيه، حيث نعيش في عصر لا تفاضل فيه الا بالعلم، ولا مكان تحت سمائه الا لمن امتلك المعلومة النافعة واستثمرها لخدمة بلده ومواطنيه.
في ضوء الكلمة الجامعة لسمو الأمير في هذه الايام المباركة، ليتنا جميعا نضع نصب اعيننا ان مستقبل الكويت مرهون بعلم نافع وقانون يسوي بين الجميع، وقبل هذا كله، مرهون بعدم الاكتفاء بانتمائنا الحار للوطن، بل بتفعيل هذا الانتماء لمصلحة مستقبل ابنائنا، الذين نأمل لهم ان يكملوا مجد الكويت.
اقرأ أيضاً