Note: English translation is not 100% accurate
لفتات من زيارة باريس
الثلاثاء
2006/12/5
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : يوسف الراشد
يوسف الراشد
تقليد صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وسام مبارك الكبير للرئيس الفرنسي جاك شيراك في أثناء زيارته لباريس، يعد تقديرا لدور فرنسا التي تربطها بالكويت صداقة وطيدة وتقدير متبادل ومصالح مشتركة وإيمان بقيم الديموقراطية والحرية والعيش المشترك في عالم أفضل يسوده السلام والاستقرار.
كما انه يمثل تقديرا من الكويت وأميرها للرئيس الفرنسي نفسه الذي أسهم بجهده ورؤيته في تعزيز هذه العلاقة بين الكويت وباريس، كما للدعم الذي قدمته فرنسا للكويت بمشاركتها الفاعلة في قوات التحالف لتحرير التراب الكويتي من الاحتلال الغاشم.
ويجيء تكريم الرئيس الفرنسي لسمو الأمير متمثلا في تقليده وسام جوقة الشرف الأكبر، تقديرا لأمير الكويت ودوره المشهود في السياسة الدولية التي عرفه المجتمع الدولي من خلالها وزيرا للخارجية على امتداد عقود، محبا للسلام، وساعيا دؤوبا الى الإسهام في استقرار العالم، واطفاء اللهيب المنبعث من النقاط الساخنة على الخريطة الدولية، كما يجيء تقديرا للكويت ودورها المعروف في الأسرة الدولية قاطبة، بأنها دولة تتجاوز دائما صغر مساحتها وقلة عدد سكانها، وتمارس سياسة متوازنة وتنتهج سلوكا عقلانيا في علاقاتها الدولية، وهي دائما تدعو الى حل المشكلات بالحوار والنقاش، إيمانا بأن جلوس الخصوم الى مائدة التفاوض أجدى بكثير من النزول الى ساحة القتال، التي تخرج منها جميع الأطراف خاسرة بقطع النظر عن النتائج المتعلقة بالهزيمة والنصر. والكويت تساهم بجزء مهم من أموالها في التعاون الاقتصادي مع كثير من الدول الفقيرة سواء في محيطها العربي أو في قارات العالم، وهي تهدف بهذا الى التخفيف من تداعيات الفقر على شعوب هذه الدول، والإسهام في التنمية الاجتماعية وتحقيق الرخاء لمجتمعاتها.
تبادل الزعيمين الكبيرين إذن للوسامين الرفيعين، هو لحظة تكريم من كل منهما للآخر، ولحظة عناق بين دولتين تجمع بينهما الصداقة والإيمان بقيم الحوار والديموقراطية، وهو تقدير عزيز يزيد من مكانته ان سمو الأمير هو أول زعيم عربي يلقى التكريم بهذا الوسام الفرنسي الرفيع، وهو ما يؤكد مكانة الكويت وأميرها والدور الذي يضطلعان به على الساحة الدولية دعما للاستقرار، وتكريسا للغة الحوار، ودعوة الى الإخاء بين الشعوب، من أجل إيجاد عالم أقل تخاصما وتصارعا وحروبا، وأكثر تضامنا وتعاونا في سبيل الانتصار على القضايا والمشكلات التي تهدد البشرية جميعا، والتي تمثل تحديات يجب ان تستقطب جهود العالم كله، وهو ما تنادي به الكويت دائما، في المحافل الدولية.
حفلت زيارة سمو الأمير بالكثير من اللقاءات السياسية والمحادثات على عدة صعد، وهي نشاطات من المأمول ان تسهم في دعم العلاقات المتينة بين الكويت وفرنسا في كل المجالات، لكن لقاء سمو الأمير رئيس المعهد العربي العالمي إيف غويتا، وتبرع سموه للمعهد بمليون يورو، هما أمران لافتان يجب التوقف عندهما، فاللقاء يمثل دعما للمعهد وتقديرا لدوره البحثي وخدمته في مجال التعاون الثقافي والعلمي بين فرنسا والكويت، كما ان التبرع الكريم يشير الى اهتمام سمو الأمير بالجانب المعرفي، رغم مشاغله السياسية، لأن سموه يدرك ان دعم أنشطة المعهد لا شك سيصب في تعزيز التعاون، ويلفت الأنظار الى ان الشرق والغرب يمكن ان يتلاقيا، إذا ما توافرت النوايا الحسنة والرغبة الصادقة، والعزيمة المثابرة والجهد البناء، وهي عناصر يحرص على أدائها سمو الأمير، بوصفها الأركان المكينة لسياسة الكويت الخارجية، ويجيء في هذا السياق التبرع الكريم الآخر الذي قدمه سموه الى متحف اللوفر العريق، ويبلغ 5 ملايين يورو، دعما للتعاون بينه وبين وزارة الإعلام الكويتية والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في مجالات الفن والآثار والتراث، كما هو تعزيز للعلاقات الكويتية ـ الفرنسية، واضاءة مجددة من سمو الأمير، باتجاه ان التعاون الثقافي بين الشعوب، ربما يكون أبقى واعمق أثرا من التعاونين السياسي والاقتصادي اللذين يمكن ان يتسعا ويضيقا حسب ما تمليه ملابسات الواقع، بينما تبقى الثقافة الجادة داعمة للحوار ومقربة بين الشعوب.
اقرأ أيضاً