Note: English translation is not 100% accurate
قمة تخوض تحولات
السبت
2006/12/9
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : يوسف الراشد
يوسف الراشد
يأتي إطلاق اسم سمو الأمير الراحل المغفور له الشيخ جابر الأحمد ـ رحمه الله ـ على القمة الحالية لدول مجلس التعاون، بمنزلة وفاء من قادة دول المجلس، ومن شعوبها لدور الأمير الراحل، في تأسيس المجلس، حيث كان ـ رحمه الله ـ من المبادرين الى ترسيخ فكرة التعاون بين شعوب الدول الست التي كان يراها دائما شعبا واحدا، لا تفصل بين جوانبه حدود سياسية، ولا اختلافات في الاجتهادات المتعلقة بادارة المجتمعات، والى الآن مجلس التعاون لدول الخليج العربية لايزال قائما يشق طريقه وسط خضم التقلبات السياسية في هذا الإقليم الساخن، الذي يموج بالتحديات المؤثرة تأثيرا عريضا في حاضر دول المجلس ومستقبلها، وتلقي بظلالها على شعوبها، وأجيالها المقبلة.
وتتطلع شعوب دول المجلس الى الرياض حيث يجتمع القادة الكرام، وجميعهم يحوط بهم الكثير من الآمال والطموحات، يعرفون ان قادتهم يتحسسون هواجس شعوبهم ويعقدون العزم على تعزيز الاجراءات التي من شأنها تعميم الخير على مواطني المجلس، وارساء القواعد والقوانين لتفعيل المبادئ التي قام لأجلها المجلس، فإذا كان مجلس التعاون الخليجي قد حافظ على تماسكه طوال ربع قرن، وحقق الكثير من الانجازات على الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية، والعسكرية، فإن المواطنين في دول المجلس لايزالون يأملون في المزيد من الانجازات، خاصة ذلك النوع الذي ينعكس على حياة المواطنين ويضيف الى الايجابيات التي ينعمون بها، ما يجعل تنقلهم عبر حدود الدول الست أكثر سهولة، ويرفع أي عوائق من طريق الاستثمارات، ليتيح انتقالها عبر الحدود، وسن القوانين التي تبث الشعور لدى المواطن في أيّ من دول المجلس، بأنه مواطن حقيقي في بقية الدول الست، ولعل البداية تتمثل في ضرورة توحيد المناهج التعليمية، لما لهذا التوحيد من انعكاس إيجابي مؤثر باتجاه ترسيخ عناصر «العقلية الجماعية» لشعوب المنطقة، وهو ما سيدفع بالأجيال الجديدة نحو الوحدة الشاملة اندفاعا تلقائيا يدعم مقدرات دولنا ويزيد نصيبها من الرفاهية، ويجعلها أكثر قدرة على الدفاع عن مصالحها وحدودها.
لا شك في ان هذه القمة تنعقد في أجواء مترعة بالتحولات على الصعيدين الاقليمي والدولي، فالملف النووي الايراني لايزال يراوح في مفاوضات تكتنفها التهدئة بعرض عدد أكبر من «الجزرات» حينا، والتصعيد بالتلويح بالعصي الغليظة أحيانا، وتترقب دول المجلس لعبة الشد والإرخاء هذه وسط قلق من ان تخرج اللعبة على السيناريو الآمن، الذي يضمن الاستقرار للخليج ودوله وموارده.
والملف العراقي لم يعد أقل خطورة على المنطقة، خصوصا في ظل بروز نذر التحول في سياسة واشنطن بشأن الوجود الأميركي في العراق، وهو أمر له تداعياته السلبية، لو لم تتمكن الولايات المتحدة من ادارة هذه المسألة بحنكة، خشية تسبب الانسحاب المفاجئ والمتعجل (إن حصل) في فراغ أمني يمكن ان يرخي ظلاله علينا جميعا.
وهذه القضايا الساخنة الى جانب قضايا التكامل الاقتصادي وتوحيد العملة بين دول المجلس، ووضع استراتيجية شاملة لمقاومة الإرهاب لا تقتصر على بعدها الأمني، بل تراعي تغيير المناخ والبيئة اللذين يساعدان على تفريخه، اجتماعيا واقتصاديا وتعليميا، كل هذه القضايا وغيرها تجعل من هذه القمة لقاء مفصليا، يحتاج الى حكمة قادتنا ـ حفظهم الله ـ جميعا، في اتخاذ مواقف وقرارات تاريخية، يتطلع اليها المواطنون الخليجيون، والعرب، بل والساحة الدولية برمتها، لأن العالم ينظر الى دولنا باعتبارها واحدة من المناطق المؤثرة في بناء استقرار العالم، ونشر راية السلام في أرجائه.
اقرأ أيضاً