Note: English translation is not 100% accurate
مزيد من الديموقراطية
الثلاثاء
2006/12/12
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : يوسف الراشد
يوسف الراشد
أصبح الاستجواب المقدم إلى وزير الإعلام محمد السنعوسي من النائب د.فيصل المسلم، حديث الناس في الدواوين، والجميع يتطلعون إلى يوم الاستجواب الذي بات قريباً، ويتابعون حركته من خلال التصريحات الصادرة من النواب وأعضاء الحكومة على حد سواء.
ونحن ـ المواطنين ـ إذ نراقب الهدوء الذي تقطعه التصريحات المتباينة بين مؤيد ومعارض، لا ننظر إلى الأمر باعتباره معركة بين فريقين متخاصمين (كما يحلو للبعض أن يصوروه)، ومن ثم لا تشغلنا مسألة إحصاء المكاسب والخسائر، أو من سينتصر ومن سينهزم، فليس الأمر على هذا النحو، وينبغي الا يكون كذلك.
فكلنا يعرف أن الاستجواب أداة دستورية من الأدوات التي يتسلح بها النواب من أجل تفعيل دورهم الرقابي، وهو حق من حقوقهم الأصيلة التي تملي عليهم رسالتهم استخدامها التي عاهدوا المواطنين على النهوض بها لمصلحة البلد والإسهام في صيانة حقوق المجتمع.
لكن هذا كله لا يعني أن تتحول القضية إلى مبارزة ومواجهة بين فريقين يدخلها كل طرف وقد عزم على أن يفتك بقدرات الطرف الآخر، ويحطم أدواته أو يبين تقصيره، وقد اتخذ قرارا مسبقا بأنه هو وحده على الصواب دون الآخرين، قبل أن تبدأ المناقشة!
فالأغلبية العريضة من المواطنين تنظر إلى الاستجواب من حيث نتائجه الإيجابية في تقويم المعوج، أو إكمال النقص، أو تعديل الاتجاه، بصرف النظر عن شخص الوزير المستجوَب، فيا حبذا لو تسلح الاستجواب بالموضوعية والتحديد، حتى يؤدي ما ينتظره المواطنون من توجيه، وإضاءة جانب قد يكون غامضا أو متواريا عن نظر الوزير، لأن الانهماك في العمل ربما يغيّب بعض جوانب الصورة، وهو ما يمكن أن تعالجه نظرة مدققة تعطي أبعادا أوسع للصورة، وتلقي الضوء على زاوية أخرى للرؤية.
نحن لا نطالب مقدمي الاستجواب بأن يحولوا آليــــاته إلى جلـــسة للــمزاح أو الضـحك، تجنبا للتصعيد، ولكـــــننا ـ في المقابل ـ نتمنى لهذا الاستجواب وغيره، أن يكون مباراة جادة تبدأ وتنتهي بالمصافحة الإخوانية، وتتخللها مناقشة ما يرى النائب أنه جدير بالنقد أو التعديل أو التوجيه من دون تجريح أو استفزاز نعرف أن نوابنا الأفاضل ينأون بأنفـسهم عنهما.
وعلى الجهة الأخرى نتوقع من الوزير المستجوب ألا يعتبر وزارته فوق النقد أو التوجيه، فمهما صدقت النوايا وأخلصت الجهود، يظل العمل البشري عرضة للخطأ أو القصور، ومن ثم يصبح قابلا للنقد، وبالتالي يتعين على الوزير أن يدخل إلى ساحة النقاش، وهو مستعد لتقبل وجهة النظر الأخرى، التي يمكن أن تفيد الجميع لو كانت تصب في خانة الصواب، كما يتمنى المواطنون أن يتخلى عن فكرة ان الاستجواب يسعى إلى إحراجه، أو خلخلة موقفه، ومن هنا نتوقع منه ـ وهو الرجل الإعلامي المخضرم، المتمرس على أشكال الحوار، والذي يحمل خبرة واسعة في إدارة المناقشات ـ أن يكون واسع الصدر، متأهبا لتقبل الأفكار المخالفة لاجتهاده، إعمالا للديموقراطية الحقة التي اتفقنا جميعا على أن تكون طريقنا لحل مشاكلنا، أو للتوفيق بين اجتهاداتنا، فنحن نثق ـ تأسسا على هذه القاعدة ـ بأن كلا الفريقين المستجوِب والمستجوَب، يؤمن بأنه يقف في مربع الصواب، ولكنه سيبذل قصارى جهده من أجل أن يعطي الفرصة للفريق الآخر، كي يعرض حججه كلها على الملأ.
ونحن متفائلون، بأن النقــــاش لو تخللته أي أجواء لا نحبذها، فسنركــــن إلى حكمة الطرفين وحسهما الوطني وأنـــهما سيحلان مشاكل الديموقراطية بمزيد من الديموقراطية.
اقرأ أيضاً