Note: English translation is not 100% accurate
الناتو ـ الخليج... والرسالة السامية
الأربعاء
2006/12/13
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : يوسف الراشد
يوسف الراشد
المؤتمر الدولي للناتو ودول الخليج الذي افتتح امس على ارض الكويت يعد حدثاً مهما، وجوهرياً يصب في مصلحة الدولة، ويدعم مكانتها على الصعيدين الاقليمي والدولي، فهذا المؤتمر الذي يعقد لاول مرة على ارض عربية، وقد رعاه وحضر افتتاحه سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، انما يعد رمزاً دالا على عمق العلاقات التي تربط بين الكويت ودول الخليج عامة وبين حلف الناتو الذي يحمل ثقلا دولياً يعرفه الجميع على الصعيدين السياسي والعسكري، وله دور شديد التأثير على خريطة العالم، خاصة ان اهتماماته لا تنحصر في الجانب العسكري فحسب، بل ان له اجندة في المشاركة الدولية تحمل عناوين تكريس الديموقراطية، ومناصرة حقوق الانسان على الصعيد العالمي، ونشر قيم السلام، وبذل الجهود الاغاثية، ابان الكوارث الطبيعية، ومكافحة الارهاب. ويؤكد احتضان الكويت لهذا المؤتمر ما تلقاه على الصعيد الدولي من تقدير لمكانتها ودورها كدولة ديموقراطية محبة للسلام، مشاركة في استقرار العالم، ومعنية بالاسهام في تنمية دوله الفقيرة والمحتاجة للاعانة.
ويزيد من اهمية المؤتمر الذي يحضره ويشارك فيه ضيوف على مستوى رفيع، انه سيبحث قضايا جوهرية تتعلق بالتعاون الخليجي مع الحلف في كثير من المجالات تجيء في صدارتها مواجهة التحديات والمستجدات الامنية التي يواجهها العالم بأسره، ومنطقتنا الخليجية، وما يحيط بها على المستوى الاقليمي، ليست استثناء.
ففي مرحلة تتزايد فيها المخاوف من اتساع الارهاب على المستويين الفكري والميداني، رغم الجهود المبذولة لمكافحته، وتنتشر الهواجس المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل في مناطق مختلفة على الخريطة الدولية لاسيما انه على الضفة الاخرى من الخليج العربي، تخوض جارتنا ايران صراعاً ساخناً محفوفاً بالخطر مع الاسرة الدولية، حول برنامجها النووي، حيث ينشط العمل في مفاعلها النووي على مرمى النظر من شواطئنا، بينما تتعثر جهود التسوية في صراع الشرق الاوسط، الى جانب ألسنة اللهب التي تطل من العراق وتنذر باندلاع عاصفة يمكن ان تثير الفوضى والاضطراب وتؤثر في السلم والامن الدوليين، في مرحلة ساخنة تموج بهذه الازمات المتعددة وغيرها، تتعاظم القيمة التي يمثلها مؤتمر الخليج ـ الناتو، لوضع اجندة سياسية وامنية تضمن الاستقرار لمنطقتنا التي تعد واحداً من اهم شرايين الطاقة على صعيد العالم، مما يجعل هذه المنطقة شديدة الحساسية، نظراً لتأثيرها المباشر والمحوري في الاقتصاد الدولي، ومن ثم فان القوى المؤثرة والفاعلة في العالم تحيطها بأقصى عنايتها، نتيجة ادراكها، ان هذه المنطقة الشديدة القرب من كثير من بؤر الصراع، لو ارتفعت حرارتها قليلا، فان بقية العالم ستصاب بالحمى!
كما ان العلاقات المتميزة بين دول مجلس التعاون وحلف الناتو، والتي يعكسها عقد هذا المؤتمر، تتطلب وضع اطر منهجية لتبادل الخبرات المشتركة والتعاون لمجابهة خطر الارهاب الذي صار اشبه بفيروس ينشط حينا ويخمد احيانا، وليس امامنا الا تضافر الجهود والتضامن من اجل تحصين المناطق المستهدفة من هذا الخطر القائم، وتزويدها بالمناعة اللازمة لتجنب انتشاره، وكذلك تفعيل التعاون الامني حتى يمكننا القضاء على احتمالات بقائه، او التقليص من نشاطه على اقل تقدير.
ويظل الدور المنتظر لمثل هذا اللقاء الدولي المهم، هو ان يضع اطاراً استراتيجياً ليس لحفظ السلام الدولي والمشاركة في تعزيزه فحسب، بل لصياغة منظومة فكرية واتخاذ تدابير ميدانية بهدف صنع السلام، وتعميمه على ارجاء المعمورة.
ولعل هذه هي الرسالة الاسمى التي يمكن ان يقدمها مثل هذا التعاون بين الخليج والناتو للعالم، من ارض الكويت العزيزة.
اقرأ أيضاً