Note: English translation is not 100% accurate
لا تطيلوا النظر إلى الخلف
الأربعاء
2007/1/3
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : يوسف الراشد
يوسف الراشد
لعل العراقيين يتعين عليهم الآن ـ وقد أغلق الملف الصدامي الأسود ـ ألا يظلوا يطيلون النظر إلى الوراء، ما بين فرح بإعدام الطاغية وحزين لمصيره العادل، وبين من يريد ان يجعل من الطاغية محورا لحديث أصبح لا طائل من تحته الآن، ومن يريد أن يتخذ منه صنما يتبرك به، ويعالج من خلاله هلاوسه وأوهـــامه.
بل ينتظر العراق الآن الكثير من الجهد والعرق من أجل تجاوز هذه المرحلة السوداء، وعليهم أن يتوجهوا إلى الأمام، حيث لا وقت «آخر» يضيعونه في الثرثرة وإلقاء الخطب في الثأر من صدام أو في مدحه بمقولات زائفة لن يصدقها أحد، وقصائد لن يعيرها السامعون أي اهتمام.
فالتاريخ مهما أطال التوقف عند الطغاة، لابد أن تأتي اللحظة التي يتململ فيها من فسادهم، ويعزم على مواصلة مسيره إلى الأمام، ويبقى أن يلملم أهل العراق جراحهم، ويجمعوا عزيمتهم ويحشدوا كل ما أتيح لهم من إمكانات، لكي يفردوا شراع سفينتهم ليملأه الهواء الجديد، وتمضي قدما في هذا البحر المتلاطم الذي ينبغي على العراقيين أن يعبروه، في رحلة البناء الشاقة، بأقل الخسائر الممكنة.
ولن تتمكن هذه السفينة الراسية منذ زمن على رصيف الضياع، من الإبحار إلا معتمدة على «بوصلة» المصالحة بين ركابها جميعا، الذين هم كل طوائف الشعب العراقي، فبغير بوصلة الوفاق الشامل سيضيع الاتجاه الصحيح من السفينة التي سيضربها الموج من كل اتجاه، وربما تعاند الأنواء السفينة العراقية بعض الوقت، لكن الأمر المؤكد أن النوايا إن صدقت، والعزائم إن تعاضدت، والعقول إذا تآلفت، والقلوب إذا تخلصت مما يشوبها من أدران الماضي، ستمثل القوة الدافعة التي ستنتقل بالعراقيين إلى ذلك الهدف البعيد، ليستعيدوا بلدهم الذي خطف منذ أكثر من 30 عاما، ويمارسوا حياتهم الطبيعية ويجعلوا لدولتهم وزنا لا يقوم على التخويف وأذية الجيران وانتهاك الحدود، بل على إشاعة الأمان ونشر الاستقرار وتعزيز التنمية ومد خيوط التآلف مع الجيران.
ولا شك في أن العراقيين جميعا يعلمون ـ بعد هذه التجربة المريرة الشاقة ـ ان الدولة التي تعاني من الاضطراب والخلل الأمني لا تصلح وطنا لأطفالهم الذين يتمــــنون لــــهم أن يشبوا في أجواء مغايرة للحقبة البغيضة الماضية.
يجب أن يتنبه الشعب العراقي الى ان العالم الحر قاطبة ينظر اليه الآن، وينتظر الخطوة التالية، فقد أرسلت الدول الغربية جيوشها وعتادها لتخليص العراق من نظامه الديكتاتوري، وقد سالت دماء الجنود الغربيين أنهارا فداء هذا الهدف، وجاء الدور على العراقيين ليبرهنوا للعالم على انهم شعب جدير بهذه التضحية، وانه إذ يضمد جراحه الآن، ممتنا لكل من ساعدوه ليضع قدميه على سكة الديموقراطية، لينفض عن كاهله غبار الماضي، ويتأهب ليرد الجـــميل لأصحابه، ويثبت قدرته على رسم مستقبله بيده.
على العراقيين أن يعتمدوا على أنفسهم، وبالتعاون مع مختلف القوى في العالم، من أجل بناء بنية تحتية «خيرية» تتسع للجميع وتحتضن فرقاء الأمس، ليصيروا إخوة اليوم، حيث تصبح التربة صالحة لبناء المشروع المرجو للعراقيين، مشروع العراق الذي يمثل إضافة لجيرانه، وليس إعاقة لهم.
فهلموا يا عراقيون، امضوا الى الأمام، ولا تطيلوا النظر إلى الخلف!
اقرأ أيضاً