Note: English translation is not 100% accurate
فلنتعلم من الهزيمة!
السبت
2007/1/27
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : يوسف الراشد
يوسف الراشد
الرياضة مكسب وخسارة، هذه هي حقيقة بديهية من حقائق الرياضة، لا يغفل عنها إلا مكابر، أو متغطرس، أو شخص لا يريد ان يرى الأمور على طبيعتها، فليس هناك فريق يكسب طوال الوقت، كما ان الفريق الذي يخرج من هزيمة ليدخل في أخرى يجب ان يبحث لنفسه عن وسيلة أخرى ليقضي بها وقت فراغه.
لا أحد يمكنه ان يبرر الفشل، أو يقف الى جانب الخسارة، أو يشجع الذين يعودون من البطولات لا يحملون إلا حقائب ملابسهم فحسب!
ولكن في الوقت نفسه يتعين علينا ان ننظر الى الصورة كاملة، وهو ما لا يتأتى إلا بالقفز على لحظة الانفعال الحالية التي نمر بها نحن الكويتيين اثر خروج منتخبنا الوطني مهزوما في البطولة الخليجية التي تتطلع اليها شعوب المنطقة قاطبة بوصفها القاعدة التي تنطلق منها منتخباتها الى البطولات الأكثر اتساعا قاريا ودوليا.
يجب ان نتجاوز لحظة الانفعال، رغم انها مبررة، وان نجعلها تبتعد عن عقولنا التي استبد بها القلق على فريقنا، كما يجب ان نبعدها عن وجداننا المنكسر بانكسار الفريق الذي ظهر بصورة باهتة في مبارياته «الخليجية» كأنه كان ذاهبا لتأدية واجب الحضور فقط، فالانفعال والغضب من شأنهما ان يلقيا بغشاوة على عناصر الصورة تحول بيننا وبين الرؤية السليمة التي نحتاج اليها الآن أكثر من أي وقت، لترميم الفريق المنهك نفسيا وذهنيا، ومعالجة القصور في هدوء وروية، والنظر بعمق الى جوهر المشكلة حتى لا ننشغل بأمور سطحية تطفو دائما في مثل هذه المناسبات، أو نتوه في التفاصيل التي تبعد بنا عن صلب القضية.
يعرف الجميع ان الرياضة ـ وكرة القدم خصوصا ـ لم تعد مجرد هواية يشغل اللاعبون أنفسهم من خلالها وقت فراغهم، كما لم تعد مجرد اجتهادات فردية بحيث يمكن لكل منا ان ينزل الى الملعب مكتفيا بالحماس فقط (وهو مطلوب بالطبع) ومتسلحا برغبته في خدمة وطنه فحسب (وهي رغبة لا شك في صدقها)، ولكن كرة القدم صارت اليوم، وربما منذ سنوات طويلة فنا يدعمه العلم والتدريب والحسابات، وتلزمه متطلبات من منشآت وابنية وانفاق أموال وتشريع قوانين، وغير ذلك كثير من العناصر التي تمثل بنية تحتية من الضروري تأسيسها بإتقان، حتى يخرج المشروع الرياضي الكويتي سليما ناضجا، لا يعاني قصورا من أي نوع.
الانتصار مطلوب، بل هو واجب وطني يجب ان يحرص عليه الجميع، والهزيمة مريرة الطعم، لكنها ليست عيبا إلا مع الاصرار عليها أو التهاون في معالجة أسبابها، والبدء من جديد.
وقديما قال أجدادنا العرب «ما ضاع منك ما علمك»، فهل نتجاوز أجواء الانفعال المهيمنة على البلد هذه الأيام، وننفذ مباشرة الى دراسة عناصر «الصورة»، خصوصا ان الانسان إذا ما تسلح بالمنطق والعلم والموضوعية فإنه يمكن ان يتعلم من الفشل بنفس القدر الذي يتعلمه من النجاح!
اقرأ أيضاً