Note: English translation is not 100% accurate
المتعلقون بالأوهام
الأحد
2007/1/28
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : يوسف الراشد
يوسف الراشد
يبدو ان أعضاء البرلمان الأردني لا يزالون يعيشون في الوهم الذي أغرقهم في غيومه السوداء رئيس النظام العراقي المقبور صدام حسين، كما يبدو ان إدانته بجريمة الإبادة الجماعية لشعبه، والتي أفضت الى الحكم عليه هو واثنين من زبانيته بالإعدام شنقا، لم تكن كافية باخراجهم من هذه الغيبوبة التي استسلموا لها، منذ أغسطس 1990، حين وقفت أغلبية الأردنيين في خندق الظلم «الصدامي» يهللون له عندما طعن الشعب الكويتي في ظهره باجتياحه المشؤوم لترابنا الوطني في لحظات مظلمة من تاريخنا العربي لانزال نعيش جميعا تداعياتها حتى الآن.
وكنا قد تناسينا (ولم نكن لننسى) أفعال الاردنيين، عندما أظهروا لنا كراهية حاولنا ـ عبثا ـ البحث عن مبرر لها، وأعربوا عن شماتة غريبة لم نجد لها دافعا، اللهم إلا إذا كان الخير الذي قدمناه ونقدمه هو الدافع الأكبر لأحقاد البعض علينا، وللفرحة التي غمرتهم حين وجدوا دبابات المقبور تعيث بطشا وتنكيلا وتلويثا في شوارع الكويت الأبية.
وبالرغم من المساعي التي نقدرها ونثمنها غاليا، والتي بذلها الملك الأردني عبدالله الثاني، في محاولة لردم الهوة التي حفرتها أكثرية من شعبه رأت ان تقف في صف الظالم المتجبر، في مواجهة الضحية المعتدى عليه، بالرغم من هذه المساعي، التي قابلناها بما تقتضيه أصالتنا، وقدرتنا (التي لا تعجب البعض) على الصفح والتسامح، اذا بأفعال أعضاء البرلمان الأردني التي نقلتها الأخبار أخيرا تصدمنا، وتجعلنا نعود فنستحضر ما لم نكن قد نسيناه.
فقد أقدم البرلمان الأردني «على اقامة جلسة لتأبين المقبور صدام حسين، كأنهم يريدون ان يظهروه للشارع العربي ـ من جديد ـ في صورة الضحية المظلوم، وهو الذي عانى من ظلمه البعيد والقريب، حتى ان كل مواطن عربي من مسقط حتى الرباط له في عنق صدام المقبور دين واجب القضاء من جراء التدهور والتراجع الذي يعاني منه العرب جميعا نتيجة طيش المقبور وأوهامه المريضة.
لكنهم مع هذا يؤبنونه، ويجدون في أفواههم كلمات يمكنهم ان يمدحوه بها، ويستطيعون ان يسبغوا عليه من صفات الفرسان والأبطال ما يثير الضحك في النفوس، بل يمكنهم ان يصدقوا أنفسهم، ويعتبروا ان ما فعلوه هو تشبث بأمجاد العروبة التي كان صدام المقبور أول من مرغها في الوحل.
وللاردنيين نقول فلتجعلوا من الطاغية مثالا للبطولة، كما تشاؤون ولتقحموه في كتب التاريخ بوصفه حامي الأوطان ورافع شأن الانسان! ولتكتبوا فيه القصائد، وتحكوا عنه الروايات، ولكنكم أبدا لن تربحوا من كل ما تصنعون سوى المزيد من التعلق اليائس بالأوهام!
اقرأ أيضاً