Note: English translation is not 100% accurate
دعابة.. ليوم واحد
الأربعاء
2007/2/14
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : يوسف الراشد
يوسف الراشد
في مثل هذا اليوم من كل عام، تحتفل اكثر شعوب العالم بعيد الحب، الذي يصر كثيرون على التعبير عنه باسمه الاجنبي «فالنتاين داي»، ومع كل احتفال سنوي بهذه المناسبة، يتجدد الجدال حولها بين مؤيد لا يرى فيها ما يشين او يضر، او يخرجنا من عباءة التقاليد والعادات التي نعتز بها ونتحصن باسناد ظهورنا لها، وبين معارض يجد في الانخراط فيمن يأبهون بهذه المناسبة عيبا، وتنكرا لأصولنا وانسياقا وراء التقليعات الغربية في امور تخاصم ثقافتنا، وتتعارض مع قيمنا واخلاقياتنا.
وتصطبغ الشوارع والبيوت والمكاتب ـ احيانا ـ باللون الاحمر الذي يغزو القلوب والعيون مع كل وردة «جورية» تعرض في واجهات محلات الزهور، او يلتقطها احدهم ليضعها في يد زوجته مشفوعة بلمسة حانية وكلمة ناعمة ترطب القلب وتشيع السكينة خلف جدران البيت، او تضعها موظفة على ظهر مكتبها احتفاء بهذه الاجواء البهيجة التي تغلف ارجاء العالم، فيما يتبادل الكثيرون عند اللقاء هذا التعبير الذي صار مألوفا «هابي فالنتاين داي» ثم يتبعونه بابتسامة وربما دعابة لا تتجاوز لحظتها، ثم ينصرف الجميع الى حال سبيلهم.
ويبدو ان كثيرا من الناس في مجتمعنا الكويتي، كما في عالمنا العربي، يتناولون هذه المناسبة في اطار فكاهي، لا يقصدون من ورائه اكثر من اختراق التشابه الذي يهيمن على الايام (وحب التغيير طبع في الانسان)، والابتعاد قليلا عن الروتين التقليدي، لكنهم لا يذهبون ـ في تقديري ـ الى اكثر من هذا، فهم لا يقدسون صاحب هذه المناسبة او الاسطورة (بالاحرى)، وربما لا يعرف معظمهم ان كان فالنتاين هذا قسا مؤمنا بضرورة انخراط الشباب في مؤسسة الزواج، ام كان بائعا متجولا يبيع الوردات الحمراء للنساء المنتظرات عودة ازواجهن الجنود من القتال، ام هو مجرد متهم بتسهيل السبل امام الشباب والفتيات، ليلتقوا لقاء المحبين، لكن المهم ان الجميع ـ تقريبا ـ يتعاملون مع هذا اليوم كغيره من الايام، مع قليل من الاكتراث للاجواء العاطفية التي تجتاح العالم في هذا اليوم، تماما كما تحدد بعض الجهات المدنية ذات الطابع الدولي يوما لعدم التدخين، او يوما لكبار السن، او يوما للعمال، من دون ان يكون المعنى المقصود هو تحديد العناية بالقضية المستهدفة في هذا اليوم فقط، بقدر ما هو استغلال لليوم المحدد في جذب انتباه العالم الى تلك القضية.
ويبدو ان التجاذب سيظل مطروحا، بل سيتجدد مع كل «14 فبراير» بين فريق من ينظرون الى هذا اليوم بوصفه مناسبة سنوية للعبث بعاداتنا وتقاليدنا واختراقا لخصوصيتنا، وفريق من يجدون فيه دعابة «ليوم واحد» نتجاذب فيه الاهتمام مع احبائنا الاقربين، ويتبادل الازواج الكلمات اللطيفة، مع الوعد بان يستمر هذا «التلطف» بقية ايام السنة، من دون الخروج على القيم او العبث بالتقاليد، حيث لا يرى هؤلاء تعارضا بين التمسك بخصوصيتنا والاندماج الواعي في حياة عصرنا.
اقرأ أيضاً