Note: English translation is not 100% accurate
سفيرة للسلام
الأحد
2007/2/18
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : يوسف الراشد
يوسف الراشد
المقترح الذي تقدمت به الكويت ووافق عليه الاجتماع البرلماني الاسلامي في ماليزيا، بشأن تشريع دولي يحظر الاساءة للديانات السماوية، ويدعو الى احترام الاديان، هو دليل جديد على ان الشعب الكويتي، ممثلا قيادته وبرلمانه على السواء، انما هو شعب متسامح، يسعى دائما الى اشاعة روح المصالحة والوئام ليس بين الفئات المختلفة في المجتمع الواحد، بل يتجاوز ذلك باتجاه الدعوة الى نشر السلام والوفاق بين الثقافات المتباينة والديانات المختلفة، لان الشعوب يجب ان تبحث ـ في ظل هذا التعقيد الذي يكتنف الحياة على الارض ـ عن سبل للتواؤم مع الآخرين، ومساحة من القيم المشتركة، والاتفاق على البحث الحثيث عما يجمع بينها، وليس الاندفاع في اشعال الخصومات مع الآخر، بحجة الاختلاف في الدين، او التباين في الثقافة، او التعدد في طرق التفكير.
ويجب ان يؤمن الجميع بأن الاختلاف هو احدى سنن الحياة، وان هذا الاختلاف ربما اراد منه الخالق سبحانه اثراء الحياة، وضمان الخصوبة للعقل الانساني.
لقد جاءت الخطوة الكويتية في الطريق الصحيح، منسجمة مع موقف الكويت الدائم في الدعوة الى السلام العالمي، والدعوة الى تطبيق كل السبل الكفيلة بنشر الاستقرار والامن في ربوع العالم، وفي ارجاء المجتمعات المحلية على السواء.
وهذا الاقتراح يظهر وجه السماحة الكويتية من ناحية، كما يبرز رؤية الدين الاسلامي المتصالحة مع ما سبقه من ديانات، واعلانه الدائم انه غير متخاصم معها، ولا متعارض مع معظم عقائدها الجوهرية الاساسية، ومن ثم فان رؤيتنا في الكويت تعتمد على اعتزازنا باسلامنا، وحرصنا على ابراز قيمه السامية واظهارها للعالم، خصوصا من يتعمدون تشويه عقيدته السمحة واثارة الغبار في وجوه من يعتنقونها وفي الوقت نفسه نؤمن بحق كل انسان في ان يؤمن بعقيدته الخاصة، في اطار حرية مكفولة للجميع، لا تضيق على احد لحساب آخر، ولا تهون من عقيدة لمصلحة عقيدة اخرى.
ولاشك ان الميزة الكبرى لهذا المقترح، الى جانب مساهمته في حفظ السلام الاجتماعي في الاقطار والبلدان، وتعزيز الاستقرار بين دول العالم، انه يدعم مبدأ قبول الآخر من ناحية، ويحفظ قداسة الديانات جميعا عند اصحابها كما عند الآخرين، اذ ماذا تجني الاديان اذا اساء كل اصحاب دين الى الاديان الاخرى، او سعى فريق الى تسفيه عقائد الآخرين؟
كما ان هذه الدعوة الكويتية السامية، التي وافق عليها الاتحاد البرلماني للدول الاعضاء في المؤتمر الاسلامي، تسهم كذلك في الجهود المبذولة من دعاة الحوار بين اصحاب الديانات السماوية، وتعاضد صوت الحكمة والعقل الذي يشدد على ان الديانات قد اوجدها الله لإصلاح العلاقات بين البشر، فلا ينبغي على هؤلاء ان يجعلوها ـ بأهوائهم ـ وسيلة من وسائل الصراع، واضافة الى نقاط الخلاف والصدام، بينما هي في الاساس والجوهر رسالة للتسامح، والتسامي، والاقدام على تعبيد الطرق المناسبة للحوار والتلاقي حتى لو كان هناك آخرون يروجون للصراع واثارة الريبة والشكوك بين الشعوب والثقافات.
فأطيب التهنئة للكويت التي تسعى دائما الى ان تكون سفيرة للسلام بين الشعوب كما هي وجه فريد يدعو سكان الارض الى التسامح، ومن خلال انتهاجها الوسطية الاسلامية الحكيمة، تحمل رسالة سامية بنشر الصداقة في ارجاء العالم.
اقرأ أيضاً