Note: English translation is not 100% accurate
العم المطوع.. مسيرة خير
الأربعاء
2006/9/6
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : يوسف الراشد
في كل مجتمع رموز انسانية تكون له بمنزلة اعلام يلتف حولها الناس، ومصابيح وطنية تضيء لافراد المجتمع طريق الحياة، وتضرب لهم امثلة حية نبيلة في التمسك بالقيم وبذل الجهد لمصلحة الآخرين، والتفاني في تقديم العون للمحتاج، والنصح لمن ابتعد عن جادة الصواب.
ولاشك ان الفقيد العم عبدالله المطوع ـ رحمه الله ـ الذي غيبه الموت منذ يومين هو واحد من الرموز الثرية لهذا البلد، ومثل للرجال الذين نذروا منذ سنواتهم الباكرة، حياتهم لخدمة مجتمعهم ووطنهم ومواطنيهم، ثم التطلع باخلاص وايمان الى خدمة دينهم ومبادئهم، ليس في اقطارهم فحسب، بل على امتداد رقعة الاسلام في خارطة العالم.
وقد خسرت الكويت ـ بفقدان العم العبدالله المطوع ـ رجلا وهب نفسه وكثيرا مما يملك لخدمة وطنه ومواطنيه والامة الاسلامية في مجالاتها المختلفة، خصوصاً في مجالي نشر الوعي بالعقيدة والعمل الخيري في بلدان العالم الاسلامي المترامي الاطراف.
وقد كان الراحل الكبير يدعو الى عودة المسلمين الى قيمهم النقية المستقاة من عقيدتهم السمحة، مع توثيق الصلة بمعطيات العصر العلمية والتكنولوجية شريطة ان نربطها بروح الاسلام وغاياته العليا، وان نستخدمها في خدمة حياتنا ضمن المنهج الذي يحدده الدين الحنيف، فقد كان الرجل يؤمن بأن المسلم الحق هو من يتمسك بتعاليم دينه ولا يخاصم روح عصره في وقت واحد وهو امر كان العم المطوع ـ رحمه الله ـ يؤمن بأن تحقيقه لا يتم الا عبر اعداد الشباب المسلم وفق منهج تربوي خاص يراعي الربط بين الدين والعلم.
كان الفقيد الكبير العم عبدالله المطوع، الذي اسس جمعية الاصلاح الاجتماعي منذ مطلع الستينيات وترأس انشطتها الخيرية والدعوية، يرى نشاطه الديني ـ بما يشمله من خيري ودعوي ـ امراً واجباً شرعياً يحتمه عليه التزامه الديني وانتماؤه الاسلامي، وكان يشدد دائما على ان نشاطه الخيري ليس منة ولا فضلا من شخصه، وانما هو جزء من صميم تكوين المسلم وثقافته الاسلامية، كما هو عبادة من أجلّ العبادات وارفعها منزلة، لانها تلزم الانسان المسلم بتحسس حاجات الآخرين والسعي الى قضاء احتياجاتهم، انطلاقاً من قول الرسول ژ «ليس منا من بات شبعان وجاره جائع».
وكان اهم ما يميز فقيد الكويت العم المطوع ـ رحمه الله ـ انه يتشبث بمنهجه الديني الذي نذر نفسه له، مع تمسكه بانتمائه لوطنه الكويت، ومراعاة احتياجاتها المتعلقة بخصوصيتها واستراتيجياتها البعيدة ومصالحها العليا، مؤمنا دائما بأنـه لا خصومة بين الانتماء الوطني والتمسك بتعاليم الاسلام.
رحم الله فقيد الكويت العم عبدالله المطوع، الذي لم يكن يبكي الا في حالتين:
حين يستحضر عظمة الله تعالى، وحين يلم مكروه بقطر اسلامي، خصوصاً حين يعاني المسلمون من بطش قوى ظالمة.
وندعو الله العلي القدير أن يسكن الفقيد فسيح جناته.
ونقدم اصدق العزاء لذويه واحبائه وللعمل الخيري المنزه عن الغرض، وللكويت وللعالم الاسلامي كله، الذي فقد برحيل المطوع نهراً من العطاء، نرجو ان يعوضه تلامذته، ورمزاً من التفاني في سبيل الدين والوطن، وعلامة مضيئة في وجه الكويت ووساماً على صدرها.
اقرأ أيضاً