يوسف غانم
صباح الخميس الماضي لم يكن كسابقاته منذ 13 عاما مضت، اعتبر خلالها يوم راحة واعتاد الناس فيه روتينا معينا يبدأ منذ مساء الاربعاء، فكل كان له برنامجه الذي تعود عليه وطريقته التي سار وفقها، وجاء قرار اعتماد السبت بدل الخميس يوم راحة ليكسر هذا الروتين، فهل حقيقة ان التكيف مع يوم السبت امر صعب؟
ولماذا يعتبره البعض امرا غير مألوف متحججا بأنه تعود على يوم الخميس وان برنامج راحته وزياراته يتفق مع هذا اليوم اكثر من غيره، وهناك من قال ان التشبه باليهود هو سبب عدم اقتناعه باعتبار السبت يوم راحة بدل الخميس، وآخرون يسوقون مبررات اجتماعية وغيرهم له وجهة نظر اقتصادية وكل يغني على ليلاه، والاهم من كل ذلك ان القرار صدر وبدأ تطبيقه واصبح امرا واقعا وبالتالي الواجب التأقلم معه والالتزام به من الجميع، ومقولة صعب التعود عليه مقولة خاطئة ومردودة على اصحابها، فكيف يعمل الموظفون الملتزمون بنظام الخفارات والتي تتبدل في اكثر ايام الشهر ونجدهم يلتزمون بالدوام بل ان اكثرهم تكون اعمالهم ذات طبيعة خاصة كالاطباء ورجال الاطفاء والداخلية، فكيف يحاول البعض ان يبرر تقصيره وعدم التزامه بالعمل ومواعيده بعدم التعود على الدوام يوم الخميس، فيعطلون بذلك مصالح البلاد والعباد وكأن المزاج والعادة هما اللذان يسيرانهم بدلا من الالتزام والحرص على اداء الواجب وحب العمل والتفاني فيه، وحسنا فعلت بعض الجهات والمؤسسات ان وجهت العاملين فيها للالتزام بالدوام بل شددت اكثر على يوم الخميس لكي لا يكون حجة عند بعض ضعاف النفوس الذين لا يكترثون للواجب ويضربون بالقوانين عرض الحائط غير عابئين او مهتمين بمصالح الناس، ونتمنى ان يكون التفاني بالعمل شعارا وتطبيقا على ارض الواقع وان نبتعد عن الانانية الضيقة وان يضع كل منا نفسه في مكان المراجع الذي يسعى لانهاء معاملته دون مماطلة او ضياع للوقت فالامم المتحضرة تقدمت باحترامها وتقديسها للعمل وديننا الحنيف يحثنا على العمل واتقانه ويحرص على الامانة في كل شيء وخصوصا في العمل، وليكن حرصا نابعا من ذاتنا لا من خوفنا من العقوبة، وليكن ضميرنا هو الرقيب لا كشف الدوام أو سجل الحضور والانصراف او نظام البصمة.