لا أكره في حياتي شيئا قدر كراهيتي لأصحاب مهنتين، هما أطباء الأسنان في الدرجة الأولى ومستشاري الوزراء ثانيا، وأكبر تأكيد على كراهيتي لأصحاب هاتين المهنتين أنه لايوجد من بين أصدقائي لا المقربين ولا حتى من أصدقاء الدرجة العاشرة لا طبيب أسنان ولا مستشار وزير، ويعلم الله أنه لا يوجد في نفسي شيء ضد أي من أصحاب المهنتين، وأحترم عملهما كثيرا، ولكنها عقدة شخصية سببها الإحساس بعدم الثقة، خاصة عند الالتقاء أو التعامل مع أي منهما، فكيف أثق بشخص لا يعمل إلا وهو يعبث بفمي بالآلات حفر ودريلات وبراغي يمكنها أن تصلح محرك سيارة 4 سلندر، وكلما أراد أن يعالجني أحال فمي إلى ورشة تصليح تلاحقني ضوضاء «طقطقتها» حتى اليوم التالي لعلاج أي من أسناني.
أما مستشارو الوزراء المجمدون منهم وغير المجمدين، فكيف يمكن أن أثق بهم؟ وعملهم الأصلي يفترض أن يكون تقديم المشورة لأي وزير، ومع هذا نجد أن مؤشر أداء جميع وزارات الدولة من سيئ إلى أسوأ.
مستشارون يأتون ويذهبون، أغلبهم ولا أقول جميعهم يعيثون بمشوراتهم فسادا في الوزارات، أما الأنقياء الأتقياء منهم فيتم تجميدهم بل وإزاحتهم وإبدالهم بمستشارين من ماركة «سم طال عمرك» وموديل «الشور شورك يا معالي الوزير».
في حقيقة الأمر، أنا أخشى أطباء الأسنان ولكنني لا أكرههم، وعلى الجانب الآخر أخشى على البلد من المستشارين وأكرههم كره العمى.
رسالة إلى سمو رئيس مجلس الوزراء: هل يعقل أن تسمحوا بأن يضرب وزير الصحة بقوانين البلد عرض الحائط ويسمح لـ «خريجة متوسطة» أن تدير الوزارة ويمنحها صلاحيات لايسمح بها لا القانون ولا العقل، وفي ذات الوقت «يسخط» موظفة من مديرة إدارة إلى سكرتيرة، ويقوم بسحب المسمى القيادي منها رغم أن ديوان الخدمة خاطبه رسميا وأكثر من مرة بأن هذا الإجراء خطأ.
وأرجو وأتمنى ألا يكون الوزير الطبيب الأستاذ «شاد ظهره» بمن يروج لنفسه في الوزارة بأنه «رفيج الرئيس»... ودمتم.
[email protected]