قبل أعوام كتبت «لو كنت مكان ماضي الخميس لانتحرت على الطريقة اليابانية»، وذلك في مقال لي انتقدت الزميل الإعلامي ماضي الخميس لخطأ خلال إدارته للجنة العلاقات العامة في مهرجان هلا فبراير 2000، وأعترف اليوم وبعد مرور 10 سنوات على مقالتي تلك بأنه لم يمر مسؤول لجنة إعلامية لـ «هلا فبراير» كماضي الخميس، سواء في حضوره المتواصل أو طريقة تعاطيه المميزة مع الصحافة أو حتى أسلوب تقبله للنقد.
مرت السنوات وبدأ ماضي الخميس الزميل والصديق العزيز يتنقل من مكان إلى آخر، ولم يحل في مكان إلا وأحاله إلى حالة من النجاح.
ماضي هو مثال حي على الابتكار، فجاء بفكرة الملتقى الإعلامي العربي، واستطاع خلال سبع سنوات أن يحيله من مجرد فكرة على الورق إلى منتدى حقيقي، وتمكن وبأبسط الإمكانيات أن يخلق تجمعا جميلا، وقبلها كان صاحب إصدار «مجلة الحدث» المثيرة للجدل والتي أسست لمفهوم الإثارة المتزنة والتي لم تكن معهودة في الكويت.
فكرة الملتقى جمع ماضي بها فن الصحافة المكتوبة والمقروءة والتلفزيون والإعلام ككل والإعلان والتسويق وفن العلاقات العامة في قالب واحد.
وتوازيا مع النجاح الذي حققه الملتقى إقليميا وعربيا، عمل ماضي فكرة أخرى تنعكس محليا أسماها «الصالون الإعلامي لملتقى الإعلام العربي»، ورغم أن عمر هذه الفكرة المحلية لم يتجاوز الأشهر إلا أنها استطاعت أن تحقق صدى طيبا، وأصبح الصالون مساحة حرة لالتقاء الإعلاميين والجمهور بصناع القرار من ساسة واقتصاديين وإعلاميين.
وبينما الآخرون منشغلون بتأسيس التجمعات السياسية «الموجهة»، ويقيمون الندوات السياسية ويزيدون طين السياسة التي ترضي معازيبهم، نجد أن ماضي الخميس بصالونه الإعلامي البسيط كان أرقى بكثير من تجمعاتهم السياسية، والتي تأسس بعضها على مصالح سياسية لنافذين، ليأتي ماضي بفكرة صالون أدبي إعلامي غير محدد الاتجاهات ولا الملامح، وتركه للجمهور، وجعل هدفه أرقى وأسمى وأبعد من نظر أصحاب بعض تلك التجمعات المحددة التوجهات.
ماضي الخميس هو مثال حي على الإعلامي الناجح الذي يسير داخل دائرة الضوء لا بجانبها، بقدرته على تحريك المياه الراكدة دون أن يلوثها، وقادر على أن يحيل أفكارا بسيطة إلى مشاريع ناجحة إعلاميا، وينطبق عليه المثل المصري «يصنع من الفسيخ شربات»، وبينما ماضي يصنع لنا الحلو من الحامض، نجد أن أصحاب التجمعات السياسية «الموجهة» يحيلون «الشربات إلى فسيخ».
[email protected]