التحليل السياسي المنطقي لما كان يمكن أن يؤدي إليه الاستجواب المزمع تقديمه إلى سمو رئيس مجلس الوزراء عن الوضع الرياضي سينتهي بـ «طلب سرية» وانسحاب أعضاء كتلة العمل الوطني الذين يرفضون اللجوء إلى السرية، لينتهي بنتيجة واحدة للكل كما انتهى استجواب التكتل الشعبي قبل يومين.
أما ما قلب الموازين فهو اعلان أعضاء كتلة العمل الوطني استعدادهم لمناقشة الاستجواب حتى وإن تحولت الجلسة إلى سرية، وأعتقد أن قبولهم الأمر «السري» رغم اعتراضهم عليه هو أنه سيكون من الصعب على الحكومة أن ترد على محاور الاستجواب المتشعبة بورقة مكتوبة وشريط فيديو مدته 45 دقيقة كما كانت ستفعل مع استجواب الطاحوس.
الأصعب على الحكومة هو أن التحالفات السياسية في المشهد ستكون مختلفة عما حدث في استجواب الطاحوس، فالتكتل الشعبي لعب منفردا في استجوابه الأخير، ولكن التكتل الوطني وبإعلان تأييد التكتل الشعبي له وبوجود أطراف نيابية ستلعب معه مضطرة إلى جانب المستجوبين سيحرج الحكومة ويضعف موقفها، خاصة أن هذا يعني أن هذا الاستجواب سيتجه إلى طلب طرح الثقة.
الحرج الأكبر الذي ستقع فيه الحكومة هو أنها ستضطر إلى عقد تحالفات وفك تحالفات أخرى مع نافذين سياسيين بعضهم داخل الحكومة، فهو وإن كان الصراع رياضيا في ظاهره إلا أنه باطنيا سياسي 100% ويمس أطرافا في الحكومة قبل أن يمس رئيس الوزراء نفسه.
وبغض النظر عن نتيجة الاستجواب وإلى أين سينتهي فإن الحسنة الوحيدة له هو أنه سيعود بكتلة العمل الوطني إلى نبض الشارع كما أشار بذلك الزميل الكاتب يوسف المباركي في مقاله أمس الأول بصحيفة القبس.
تاريخي مع كرة القدم معقد جدا، فأنا قدساوي منذ أن ركلت أول كرة في حياتي ولم أزل كذلك، وفي الثمانينيات لعبت لبعض الوقت مع فريق الكويت للناشئين كحارس مرمى ولم أكمل بسبب مزاجيتي ووجود حراس مرمى أفضل مني بكثير يومها، ومنذ العام 1982 وأنا أشجع المنتخب الإيطالي ولازلت رغم أنني لا أعرف أيا من أسماء لاعبيه حاليا، إنجليزيا أشجع تشيلسي وأما أوربيا فلا يطرب ناظري سوى برشلونة مع ميسي الذي لا أحبه مع الأرجنتين، ورغم علاقة المد والجز التي بيني وبين كرة القدم إلا أنني لا أعرف أي شيء عن أندية التكتل ولا شقيقتها المعايير ولم «أحدق» أو «أقنص» في صحاري و«أقواع» خبايها السياسية كثيرا، ولم أبدأ بالقراءة عنها إلا بعد الاستجواب المزمع تقديمه لسمو رئيس مجلس الوزراء، والشيء الوحيد الذي خرجت به هو أننا لن نصل إلى كأس العالم إلا بعد أن ينضب النفط.
[email protected]