تعقيبا على ما ذكرته في مقالتي أول من أمس التي أوردت فيها تعليقا على جملة «فليتوقف أهل القلم عن مطاردة أهل السياسة» التي أطلقها الزميل العزيز صالح الشايجي في «قيلولة» الجمعة الماضي، بعث لي الشايجي رسالة توضيحية حول عدم دقة استخدامي لجملته تلك وأنشرها كما هي:
سيدي الكريم.. سلاحي في حياتي قلم، وميداني ورقة، خضت فيها معارك، لم أكن باحثا عن النصر فيها «كتب علي القتال وهـــــو كره لي» هزمت في أقلها وانتصرت في أكثرها ولم أنتصر بتلك الكثـــــرة التي أزعمها لأنني محارب فذ أو نزال أو طعان، ولكن لأنني أحرص ما استطعت على أن أتفحص ساحة القتال قبل أن أشــــــرع بالمعركة، فإن وجدتني مقاتلا متمكنا من قوة الحق عندي، نزلــــــت غير هياب ولا وجل، أما إن وجدت الحق مجافيا، سكنت إلى نفسي وتبت! وتبت يداي إن زاحمتا في ساحة الباطل! أقول ما أقول يا سيـــــدي.. وقد قرأت كلمتك عني، إذ تصورت أنني أطالب الاخوة الكتاب بالكـــــف عن ملاحقة السياسيين وما إلى ذلك ـ يا سيدي ـ عنيت، بل ما أريـــــده وأتمنى أن يتحقق، هو أن يكف الاخوة الكتاب، عن تطويق أعنـــــاق بعض النواب من أصحاب المقترحات الهزيلة والمضحكة، بالاجـــــراس وتحجيل أرجلهم بـ «الخلاخيل» وأياديهم بـ «الدناديش»، فيصيـــــر لتلك المقترحات صدى بين الناس لا أريد للكتاب أن يكونوا «دلالين» في سوق السياسة يروجون لساسة خائبين، يطمعون في ذيــــوع صيتهم بين الناس، فيجيء إخوتنا الكتاب يحققـــــون لهــــم ما أرادوا، حتى إن كان من باب هجائهم والاستهزاء بمقترحاتهم..
وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان حسود
رغم ان مقترحات النواب ليست بفضيلة، ولا أقلام الكتاب «لسان حسود» ولم أطلب يا سيدي أن تكف الصحافة اقلامها عن تتبع هفوات السياسيين وسقطاتهم واحصاء مثالبهم، وكشف الغطاء عن كل ذرة فاسدة مهما صغرت، حاشا أن أقول ذلك أو أطلبه من غيري ولا أطلبه من نفسي ولكنني عنيت الترفع عن تفاهات بعض النواب التي تأتي على شكل مقترحات تافهة وهزلية، يقصد مطلقوها الترويج لانفسهم من خلال هجوم الكتاب عليهم والاستهزاء بهم! هذا ما أردت توضيحه.. ولقرائك التحية والسلام..
صالح الشايجي
توضيح الواضح:
العزيز جدا صالح الشايجي «بوناصر» أسعدتني كثيرا رسالتك التوضيحية، وكنت قد قرأت جيدا «قيلولة» التي أطلقت عبرها دعوتك الكتاب للتوقف عن مطاردة أهل السياسة، وفهمتها كاملة، وأعلم أنك كنت تقصد دعوة الكتاب للتوقف عن مطاردة النواب، وتحديدا نواب التصريحات النارية وأهل المقترحات الهزيلة، ولكنني أخذت الجملة من باب التفسير الظاهري لها، واعتبرت الساسة هم كل من يتعاطاها من نواب ووزراء ومتنفذين وقياديين وناشطين ومن لف لفهم، واختزلت تفسيري الظاهري لكلمة «الساسة» في أصحاب القرار التنفيذي دون غيرهم، وأعني بعض أعضاء الحكومة من وزراء وقياديين، أنت قصدت بالساسة بعض النواب، أما أنا فأخذتها على الجانب «اللي يريحني» وقصدت بالساسة بعض السادة الوزراء وثلة من الإخوة القياديين في الحكومة.
ما فعلته بتفسيري الظاهري لجملتك هو أنني أوضحت فيها الذي أريد قوله لا ما ذهبت أنت إليه، وإن كنت أؤيد كل كلمة قلتها في مقالتك ودعوتك، مع علمي باستحالة أن تدعو الكتاب لأن يتوقفوا عن مطاردة الساسة اللصوص أيا كانت مناصبهم.
[email protected]