بحسب تقرير مجلة «فورن بوليسي» الأميركية والذي نشرته صحيفة «الآن» الإلكترونية اليومية على موقعها السبت الماضي فإن «الحكومة الكويتية أصبحت شديدة الحساسية تجاه الانتقاد»، و«الحكومة تعمل بطرق مغايرة للسمعة الخاصة بالكويت في قدرتها على استيعاب وتحمل النقاشات السياسية الساخنة»، وبالنسبة لي ككاتب كان ذلك أبرز ما ورد في التقرير الذي تناول الحرية في الكويت.
وعموما الجملة الأولى القائلة بأن الحكومة أصبحت شديدة الحساسية تجاه النقد، فـ «ما تشوف شر» و«سلامتها» و«ألف لا بأس عليها»، وقلت في مقالتي قبل يومين إن من لم يعجبه من الوزراء ملاحقة أهل القلم له والكتابة عنه فليسلم بشته ويقدم استقالته ويجلس في بيته، وعندها لن ينتقده أحد بل لن يأتي أحد على سيرته ولو بحديث عابر في ديوانية «3 نفر»، أما وقد قبل الحقيبة الوزارية أو قبل الوزارة بأكملها فعليه أن يتحمل كل ما يأتي معها، فـ «بشت الوزارة» يأتي مطرزا بـ «الزري» و«النقد»، وكما أنك لا يمكنك أن ترتدي بشتا بلا «زري» فكذلك لا توجد مسؤولية بلا نقد سيوجه لك إن عاجلا أو آجلا.
أما وأن التقرير ذهب باستنتاج أن الحكومة تعمل وفق طرق ستغير سقف الحرية في الكويت وتحاول أن تخفض من ارتفاعه، فهنا نقول لها: فلتسترح الحكومة، ولتوفر على نفسها عناء محاولاتها البائسة في محاولة خفض سقف الحرية، فالحرية في الكويت تأتي مع صرخة الولادة الأولى، وليست إنفلونزا موسمية تصيبنا في وقت محدد من السنة يمكن للحكومة أن تكافحها بأمصال قوانين تفصلها على مزاجها متى شاءت ورغبت لا هي ولا مستشاروها.
الحرية في الكويت جزء من الثقافة الكويتية العامة، وتسكننا كما تسكن جزءا من سمار بشرتنا أشعة شمس شهري يوليو وأغسطس اللاهبة، فلا يمكن لهذه الحكومة ولا الحكومة التي ستليها ولا تلك التي ستخلفها أن تخفض سقف الحرية ملليمترا واحدا، اللهم إلا إن كانت الحكومة تستطيع تغيير جينات جميع الكويتيين وتحولهم إلى «شقر بعيون خضر» و«بكبسة زر».
أنا لا أتحدث من موقع متحدِّ لأحد هنا، ولكنني أتحدث الواقع كما أعرفه عن بلدي وهو الواقع الذي أرادت الحكومة أن تنسلخ منه في الأشهر الماضية، في محاولتها خلق واقع مغاير غير الذي نعرفه، وهو ما لن يحصل لا اليوم ولا غدا ولا بعد غد.
ولمن يخشى من الزملاء الكتاب من أن تنجح الحكومة في محاولاتها تلك، فأقول لهم اطمئنوا وناموا وضعوا في بطونكم «بطيخا صيفيا باردا»، فحكومة هي الأغنى في المنطقة وغير قادرة على توفير أدنى احتياجات السكان من الكهرباء والطبابة بشكل يتوازن مع الثروة التي يتمتع بها بلدنا البلد، لن تستطيع حتى أن تخدش حائط الحرية ولو بقلم رصاص.
[email protected]