ليس لأحد أن ينكر أنه كان من الضروري على سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد أن يخرج بمقابلته التلفزيونية ليبين بشكل واضح سياسته، على الأقل خرج بذاته وبصوته هو وليس عبر بيانات مجلس الوزراء الأسبوعية.
هناك من رأى أن خروجه لم يأت بجديد، وهناك من رأى بارقة أمل بهذا الظهور التلفزيوني لإيصال صوت الرئيس إلى الجميع.
ولست في معرض التعليق على فحوى ما جاء في المقابلة، لأنني مازلت أتمسك باعتقاد أن سمو الرئيس ناصر المحمد رجل إصلاحي، ولظروف سياسية معينة متغيرة لم تسر عجلة الإصلاح كما يجب أو أنها لاتزال في مربعها الأول.
بعيدا عن النقل التحليلي للمقابلة التي تناولها كتاب قبلي سواء سلبا أو إيجابا، همي كله هو نقل كيف وجدت تلك المقابلة صداها في الشارع الكويتي، تحديدا لدى المواطنين البسطاء.
وليسمح لي سمو الرئيس أن أقول له: إن رجل الشارع البسيط لا يلقي بالا للتصريحات السياسية أيا كان مصدرها وأيا كان حجم قائلها، قدر ما يعنيه ما يلمسه على أرضية الواقع، بدليل أن رجل الشارع البسيط لا يصدق البيانات التي يصدرها أسبوعيا مجلس الوزراء الموقر بعد كل اجتماع له، بل ربما لو سألنا معظم الكويتيين البسطاء عن موعد اجتماع مجلس الوزراء لأجابنا: «ليش هم يجتمعون؟».
رجل الشارع لا يعرف سوى الذي أمامه، وما يلمسه بيديه، ويحس بقيمته، مستشفى يبنى، مشروع عملاق يفتتح، نفق يتم الانتهاء منه ويستخدمه بسيارته ليذهب إلى عمله، زيادة مالية ملموسة تقر دون منة ولا طرح ولا جمع، هذا ما يعرفه رجل الشارع العادي.
رجل الشارع البسيط لا يهتم كثيرا بصراعات الساسة، ولا لعبة الكراسي التي لا تنتهي ولا إلى وعود الإصلاح، ولا يفهم بالمحاصصة ولا تعنيه أصلا مشكلة الرياضة، ولا حتى خطة التنمية التي ليست في نظره أكثر من وعد حكومي، يضمه إلى حزمة الوعود التي يضعها في خانة «صدق أو لا تصدق».
هذا ما يعرفه رجل الشارع البسيط الذي لم يعد يصدق وعود الساسة لا نوابا ولا وزراء، يريد شيئا ملموسا على أرض الواقع لا وعودا، سنوات والشعب الكويتي يغرق في سيول الوعود، ولم تنبت شجرة مشروع واحدة يمكن له أن يستظل بها ليصدق الحكومة.
[email protected]