معالي وزير التجارة المحترم، أفهم جيدا أن وقتك لا يسمح بأن تقوم بجولة ميدانية، وإن كنت أتمنى شخصيا ألا تقوم بأي جولات ميدانية تحت أي ظرف كان، وذلك أنك قمت قبل شهر بجولة «مفاجئة» على شبرة الشويخ وبعدها ارتفعت اسعار الطماط الى 6 دنانير للكرتون، وزيارتك تلك يبدو لي أنها كنت «قدم سعد» على التجار «وقدم نحس» على البسطاء من أمثالي، فقبل أن تطأ قدماك الشبرة كان كل شيء «عال العال» ولكن يبدو أن زيارتك «المفاجئة» جاءت بنتيجة عكسية على أدمغتنا نحن المستهلكين.
سبق أن دعوتك مرتين للقيام بجولة ميدانية، والآن أسحب دعوتي، متمنيا ألا تغادر مكتبك، إلا في الظروف الملحة كأن تذهب إلى مجلس الوزراء أو إلى منزلك، وأدعوك دعوة محب لقراءة التقارير التي تنشرها الصحف بين الحين والآخر المستقاة من جولات ميدانية لمحرري الصحف من الزملاء، وأن تقرأ جيدا، وإليك المختصر المفيد مما أورده الزميل عادل العتيبي من «الأنباء» قبل نحو 3 أشهر والذي خلص إلى أن الزيادات في المواد الاستهلاكية هذا العام تراوحت بين 20 و70%، وأن هناك شركات تطالب بزيادة أسعار منتجاتها إلى 150%، وشمل التقرير مقارنة بين أسعار بعض السلع العام الماضي والحالي، فالعدس مثلا قفز من 450 فلسا إلى 750 فلسا، والأرز قفز سعر الكيلو من 350 فلسا إلى دينار، والحليب المجفف من 3.500 دنانير إلى 5 دنانير.
أتمنى أن تهتم بغلاء الأسعار ومراقبتها تماما كاهتمامك بمتابعة آخر تطورات قانون الغرفة، وأن تولينا نحن الـ 3 ملايين متضرر نصف الاهتمام الذي توليه لـ 22 تاجرا!
وإن كنت لا تستطيع أن توقف الزيادات المصطنعة ولن أقول الغلاء أو أن تكبح جماح طمع الشركات فأنصحك بأن تتناول أقرب ورقة وتكتب استقالتك، فلم تشهد البلاد في تاريخها غلاء غير مبرر في الاسعار كما شهدته في عهد معاليك، ولم يحصل أن تجرأت الشركات، بل حتى بقالات الخط السريع، على كسر القوانين كما تجرأت في عهد حضرتك!
قد تكون شخصا طيبا وتتحلى بدماثة خلق يشهد لها الجميع وقد تكون كما يقولون خبيرا في الشؤون الاقتصادية ولكنك كوزير تجارة لم تنجح ابدا ولو بنسبة 1%، وليأت وزير تجارة جديد قادر على فرض القانون وكبح جماح وحوش شركات الغلاء المسعورة ويلجمها لتتوقف عن أكل مال الناس بالباطل.
[email protected]