أجمل تصريحين ويستحقان لقب أكثر تصريحين طرافة في تاريخ بلادنا هما ما سمعتهما بالأمس، الأول جاء عبر بيان الحكومة التي دعت فيه المواطنين الى تسديد أكثر من مليار دينار كويتي مستحقة عليهم، وذكرت في بيانها الظريف أنها ستلجأ الى اعتماد وسائل لتشجيع المواطنين لتسديد مستحقاتها مطالبة المواطنين في ذات الوقت بأن يسددوا انطلاقا من واجبهم الوطني تجاه بلدهم، أما التصريح الثاني فهو ما جاء على لسان وزير التجارة أحمد الهارون الذي قال ما نصه: «الأسعار في الكويت من أرخص الدول والحديث عن غلاء فاحش وهم يروجه البعض».
وللحكومة أقول «تشطروا على التجار بالأول» وتحصلوا على فلوسكم منهم وبعدين لاحقين على «جم دينار اللي عندنا»، بل «تشطروا» على مقاولي مشاريعكم التي نسمع عنها ولا نراها والذين يبتلعون المناقصة تلو الأخرى دون أن نرى حتى حجر أساس لأي مشروع، أنا شخصيا تطالبني الحكومة بـ 186 دينارا، وأقسم بالله انني لن أدفعها رغم أنها حق للمال العام، لسبب بسيط هو أن الحكومة التي لا تقوم بواجبها الوطني كما يجب هي حكومة أحق بألا تطاع، حكومة شهدت معها البلاد أسوأ موجة انقسام طائفي في تاريخها، هي آخر من يحق له الحديث عن الواجب الوطني، حكومة تخنق الحريات وتحاول أن تمرر «على مخنا» بروفة قانون طوارئ هي حكومة لا تستحق حتى أن تبقى يوما واحدا، حكومة تستقوي على الفقراء من أمثالي وتبحث عن الـ 100 دينار هنا والـ 186 دينارا هناك ولا تستطيع أن ترفع عينها في عين تاجر ابتلع الملايين هي من يجب أن تمارس واجبها الوطني وتضرب المخالفين و«بلاعين البيزة» على عيونهم، حكومة لم تعلن الى اليوم كامل نتائج الانتخابات الأخيرة هي حكومة جميع تصريحاتها وبياناتها سنضعها في خانة «الحجي الفاضي» حتى تعلن كامل نتائج صناديق الانتخابات صوتا بصوت.
أما وزير التجارة بتصريحه فقد هذا أنهى كل علاقة له بالواقع، واتهم 99% من سكان البلاد بأنهم واهمون، مدعيا أنه لا وجود للغلاء الفاحش. يا معالي وزير التجارة المحترم أنا مستعد لأن أحلف لك على المصحف وأنا بكامل قواي العقلية ان الغلاء فاحش موجود، وكونك لا تشتري من الجمعية بنفسك، بل ولا تسأل عن آخر الشهر و«لاتدري عن هوا» الراتب أصلا، هذا لا يمنحك الحق في أن تصف الشعب بأنه واهم.
أمة لا اله الا الله واهمون وأنت وحدك «المرفوع عنك الحجاب وشايف الدنيا صح»، أنت وحدك من يرى أن لا وجود للغلاء في الكويت، بل وتزيد بأننا من أرخص الدول في العالم.
طبعا مقارنتك بأننا من أرخص الدول لو طبقناها من واقع ما هو وراد في أختام جواز سفرك فستكون صادقا كون أنك لا تسافر الا الى سويسرا وما في حكمها، أما نحن الفقراء فحدنا القاهرة واذا «كشخنا كشخنا» بيروت لمدة أسبوع واذا «المالية راهية» توجهنا الى لندن 4 أيام والسكن على واحد من الربع رايح علاج هناك.
أخي وعزيزي وحبيبي وزير التجارة نحن شخصيا راضون بالغلاء، ولكن ارحمنا من تصريحاتك، وبالمرة في اجتماع مجلس الوزراء القادم بلغ سمو رئيس مجلس الوزراء وزملاءك من الوزراء خاصة ذلك الذي يجلس دائما بجانبك «تصريحكم اللي دعيتوا فيه المواطنين للاتزام بالواجب الوطني.. يفشل».
[email protected]