«الرأسمالية: قصة حب» هو عنوان فيلم المخرج الأميركي مايكل مور والذي قدم خلاله وجبة دسمة مكثفة من الرؤية المعمقة لحقيقة ما يحدث في أميركا من الداخل، وكيف يتلاعب ممثلون للأمة بالتعاون مع شركات وأباطرة مال ونظام حكم بالقوانين من أجل تمرير مصالح المتنفذين على حساب المواطن الأميركي.
شاهدت الفيلم الوثائقي لمايكل مور 3 مرات وكنت في كل مرة أقوم بإسقاط سياق فيلمه على مشهدنا السياسي ووجدت أن هناك تشابها كبيرا في التعاطي السياسي بين ساستنا وساسة بلاد العم سام، خاصة فيما يتعلق بمحاور ثلاثة ارتكز عليها الفيلم وهي «القروض ولعبة البنوك» و«طريقة تعاطي القيادة في كل مرحلة» و«تصويت الكونغرس والحشد الإعلامي لقوانين التعديلات الاقتصادية».
ما فعلته في إسقاطي هو أنني غيرت الوجوه والأسماء وقمت بتكويت تلك القضايا «على قدنا» وحصلت على إجابات شبه شافية عما حدث في بلادنا منذ إقرار قانون المديونيات.
ولو أردنا إسقاطا منطقيا لفيلم مايكل مور على مشهدنا السياسي في القروض تحديدا فيكفي أن نعود إلى الوراء 18 عاما، وسنعرف تماما ما الذي حصل، ولنأخذ القروض كمحور أساسي وطريقة تعاطي الحكومة مع الشأن الاقتصادي على وجهيه فيما يخص المواطنين البسطاء من جهة وفيما يخص الشركات، فالحكومة قدمت للتجار هدايا قيمة على شكل قوانين وهبات مالية في قانون شراء المديونيات الصعبة «وكله بالقانون يا باشا» وقدمت بل استعجلت بتقديم قانون الاستقرار المالي الذي حتى اليوم لا يعرف «كوعه من بوعه»، وكانت ثالثة الأثافي الحكومية تقديمها وعلى وجه السرعة طرح المحفظة المليارية في سوق الأوراق المالية والذي لا يعرف على وجه الدقة من يشتري ومن يبيع بواسطة أموالنا ولصالح من «وكله بالقانون يا افندم»
أتمنى من كل قلبي أن يخرج لنا مايكل مور كويتي ويدور بكاميرته التوثيقية على مجلس الأمة ووزارة المالية ومجلس الوزراء ووزارة التجارة والبورصة ليحمل لنا مادة فيلمية مختصرة تروي للمشاهد العادي حقيقة ما حدث خلال وأثناء وبعد إقرار تلك القوانين الثلاثة والأهم من قبض ومن تآمر ومن رفض؟
شخصيا لدي قائمة من المخرجين الكويتيين الذين يمكن أن يقوموا بعمل كهذا وأعني المخرجين المتخصصين بالأفلام الوثائقية وعلى رأسهم المبدع عبدالله المخيال، الذي أتمنى من كل قلبي أن ينقل عدسته اللاقطة من الخارج إلى الداخل لتلتقط برؤيته الجميلة حقيقة ما يحدث في البلد.
توضيح الواضح: لمن يريد أن يعرف ما حصل في ندوة أحمد السعدون عليه أن يعرف معنى المصطلح المصري «كرسي في الكلوب» وهو تعبير مصري خالص معناه «التخريب» وللتوضيح أكثر حول المثل فعندما يريد شخص أن يفسد حفل زفاف يقوم بإرسال مجموعة من «البلطجية» لافتعال مشاجرة في الحفل والتي عادة ما يبدؤها شخص واحد من المخربين ويقوم بقذف كرسي باتجاه «الكلوب» أو إحدى إضاءات الزينة وبعدها تندلع المشاجرة، لذا سميت حركة التخريب تلك باسم «كرسي في الكلوب»، وفي العرف المصري فأهل حفل الزفاف دائما ما يكونون الضحية، والمخربون ومن قذف «كرسي في الكلوب» هم الجناة حتى ولو ضربوا «علقة ما كلهاش حمار في مطلع»، أعتقد أن الصورة واضحة الآن.
[email protected]