قناة أبوظبي الرياضية حطمت أسطورة تميز الأجنبي عن ابن البلد، وأكدت أن أبناء البلد قادرون على تقديم قناة محلية ناجحة بكل المقاييس بل وتتعامل وفق أعلى المعايير الاحترافية العالمية.
فقد أجبرت قناة أبوظبي الرياضية الجميع على متابعتها، واستطاعت في فترة قياسية قصيرة أن تجذب جمهور كرة القدم من جميع بلدان الخليج العربي، وتفوقت على قنوات متخصصة وبفارق كبير، فأينما تذهب تجد أن الجميع لا يحبون متابعة مباراة منتخبهم على هذه القناة التي استطاعت وخلال أقل من عامين أن تسجل نفسها بين كبار القنوات الرياضية في الوطن العربي وليس في الخليج فقط.
غالبية مقدمي ومحللي القناة إماراتيون وتستعين بمعلقين ومحللين خليجيين، وبنكهتها المحلية وتتبيلتها الخليجية تجاوزت قنوات يديرها عباقرة إعلام أجانب بل قنوات صرف عليها الملايين ولكن أبوظبي تجاوزتها ونجحت في أن تكون القناة الأولى رياضيا، وبهذا حطمت تلك القناة بثقتها بأبناء البلد أسطورة «أن أي قناة عربية لا يمكن أن تنجح إلا بالاستعانة بغير الخليجيين وأن أي عمل إعلامي لا يمكن أن تقوم له قائمة مع شخص يرتدي الغترة والعقال، فجاءت هذه القناة لتكسر هذه القاعدة، وبأياد إماراتية وتخطيط إماراتي وبمقدمين إماراتيين وصنعت المستحيل حتى أصبحت القناة الرياضية الأكثر مشاهدة ولنا في تغطيتها لكأس خليجي 20 وكأس آسيا الأخيرة خير دليل.
هذا هو ما يحدث عندما تؤمن بقدرات أبناء بلدك، وتجربة قناة أبوظبي الرياضية تقول: نعم يمكن أن ننجح من دون الاستعانة بالأجنبي أيا كانت جنسيته، لست هنا ضد الاستعانة بالأجانب، ولكن لتكن الأولوية لأبناء البلد في خلق حلم إعلامي جميل وناجح كقناة أبوظبي.
نعم لابسو الغترة والعقال والدشداشة أو «الكندورة» كما يسميها أشقاؤنا الإماراتيون قادرون على الوصول إلى أعلى درجات الاحترافية الإعلامية، كل ما فعله المسؤولون عن الإعلام الإماراتي أنهم وضعوا ثقتهم بالإعلامي الإماراتي وقدراته، فراهنوا وكسبوا الرهان وكسبوا معه أكثر من 80% من المشاهدين في الخليج وأعداد لا يستهان بها من المتابعين العرب.
نعم الخليجيون يمكن أن يكونوا أعلى كعبا من غيرهم في بلدانهم فقط أعطوهم الفرصة، فالفرصة خلقت نجوما أمثال المعلق الرائع فارس عوض والمقدم محمد نجيب والمحاور يعقوب السعدي وآخرين رائعين أثبتوا أن الخليجيين يمكن أن يصنعوا المستحيل فقط لو وضعت الثقة فيهم كاملة وابتعد ربعنا عن «عقدة الأجنبي».
توضيح الواضح: بعيدا عن تحليلات الرياضيين حول أسباب خروج المنتخبات العربية، فالأمر ليس بمستغرب فما حصل ما هو إلا انعكاس سياسي على مرآة الرياضة لا أكثر ولا أقل.
[email protected]