ليس من حقي ككويتي أن أذهب إلى فلسطين وأقوم بتأسيس نادٍ للهوية الفلسطينية، الأمر لا يستقيم، ولا يصح منطقيا، فمهما بلغ حبي للأشقاء الفلسطينيين فلا يمكن أن أكون أدرى بحال بلدهم «من الداخل»، كما أنه ليس من المعقول ولا من «المبلوع» أن أتوجه إلى القاهرة وأقوم بتأسيس تجمّع ما للهوية المصرية، فمن أنا ككويتي لأفهم بهوية المصريين أكثر منهم؟! هذا المنطق يبدو أن البعض لا يفهمه خاصة إذا كان الأمر متداخلا بالشأن السياسي الموغل في المحلية التي «يستذبح» البعض للركوب على موجتها حتى ولو لم يكن يعرف ألف باء السباحة.
تجمع لا أعرف كنهه، ولا أريد أن أعرف، يشارك فيه، بل وينظمه شخص مخالف لقانون الإقامة، على مرأى ومسمع من رجال الأمن الأفاضل، معقول؟! في بلد «الممكن» معقول ونص، وإن لم تفهم فليس من الضروري أن تفهم فأنت في الكويت وكما يقول المثل المعاصر الشهير جدّا «مرحبا بك في الكويت».
ما حصل عيب، وقبول ما حصل عيب أكبر، ومجرد التفكير فيه عيب، هويتي الوطنية يقدّرها لي شخص مخالف لقانون الإقامة! رغم أنه ومنذ أشهر عدة ونحن نرفع شعار «مع السلامة ما نبي منك غرامة» وهو الشعار الذي انطلق ترويجا لحملة المكرمة الأميرية التي يُسمح بموجبها لكل مخالف لقانون الإقامة بالمغادرة دون غرامة أو ما يترتب عليها من إجراءات قانونية، إلا أن أحدهم قرر ألا يستفيد من هذه المنحة وأراد أن يعرّفنا بهويتنا الكويتية.
الوافدون ولا شك إخوة أعزاء، وشركاء لنا في الوطن، بل وحتى شركاء لنا في الهمّ المشترك، فالغلاء لا يفرّق بين مواطن ومقيم ولا حتى زائر وعابر ترانزيت والسرقات تطول الجميع، وتنهب جيوب الوافدين أحيانا قبل الكويتيين من رسوم وخلافه.
ولكن الهوية الوطنية، أعتقد انها ناد خاص بأبناء البلد فقط، لا لأن الكويتيين هم الأفضل، ولكن لأن المنطق البسيط يقول هذا، فكما أنه ليس من حقي أحدد مفاهيم المواطنة الفلسطينية ولا أضع أُطر المواطنة الأميركية، فليس من حق من هو ليس كويتيا أن يأتي ليعطيني درسا حول هويتي الوطنية.. سياسيا على الأقل هذا الأمر مرفوض، وفيه نوع من الاجتراء.. بل والغباء المتجاوز لأبسط الأعراف.
توضيح الواضح: الطفل المصري ذو العشر سنوات، الذي أثارت الزميلة «الراي» قضيته في عددها الصادر أول من أمس، لم يرتكب جرما يستحق عليه هذا العقاب القاتل بفصله من جميع مدارس الكويت، فقد سأل سؤالا أراد إجابته، ولم يكن يدعو لثورة ولا إلى حتى ما يشبهها، طفولته تشفع له وعمره يبيح له أن يسأل، عن أي شيء يريد، براءته ألا تكفي أباطرة التعليم في الكويت بأنه لا يؤاخذ حتى على الصلاة في هذا العمل، فكيف أخذوه بجرم السؤال، ومنا إل الوزير المليفي الذي أعلم يقينا أنه سيصلح خطأ التربويين القاتل.
[email protected]