ذعار الرشيدي
قبل ان يقرأ أي منكم الموضوع عليه ان يعلم انني لا أملك سوى راتبي الذي «يتقصقص ريشه» قبل ان أصل به الى آخر الشهر، ورغم معرفتي بالطريق السريع الى الثروة في الكويت الا انني لم أجرؤ يوما على سلكه، وما سأقدمه من عرض لا يعدو كونه توضيحا لما يجري وليس نصائح للراغبين في الثراء السريع.
الطريقة الأولى:
تتحول الى مقرئ حتى ولو لم تكن ديّنا أو تقيا ورعا فالأمر ليس بحاجة الا الى «شوية معارف» وديكور، وتتعاقد مع إحدى الجمعيات التعاونية لتوفر لك يوميا عددا كبيرا من قناني المياه المعدنية الرخيصة الثمن التي ستقرأ عليها لطالبي العلاج من السذج وما أكثرهم، الزجاجة لن تكلفك سوى 50 فلسا وستبيعها بمتوسط يصل الى 5 دنانير، بمعنى ان أرباحك ستبلغ نسبتها 1000%، ولو كنت تبيع يوميا 200 قنينة فقط وكان حال السوق يومها «واقف» فمعناها أنك تبيع في الشهر 6000 زجاجة بمبيعات قيمتها تصل الى 30 الف دينار، أنت لست بحاجة الى رخصة من أي جهة كانت، ومنزلك يكفي لأن يكون مقرا لرقيتك الشرعية، أما إذا كان السوق «أخضر» فستبيع أضعاف هذا الرقم وقد تصل الى 100 الف دينار شهريا، وهو يعني انك في 3 أشهر ستمتلك مليون دولار أميركي، وتصبح مليونيرا.
الطريقة الثانية:
أن تصبح عضو مجلس إدارة جمعية، ولا حاجة لنا لعرض عدد مجالس إدارات الجمعيات التعاونية التي تم حلها في السنوات العشر الماضية، لنعرف ان بعض أعضائها تحولوا الى مليونيرات بعد أن حل مجلس إدارتهم و«حلني» لو استطاعوا ان يعيدوا عشرة دنانير مما تم أكله.
الطريقة الثالثة:
حاول أن تجد واسطة تقوم بتوفير عقد حكومي لجلب العمال عبر شركة تقوم بتأسيسها بمبلغ 220 دينارا «رسوم تسجيل الشركة ومصاريف المندوب» وبعدها حاول رفع رقم العمالة من 100 الى 1000 وان لم تستطع فعليك بتأسيس 5 شركات وهمية وما أكثر مكاتب تأسيس الشركات والمؤسسات، وبحسب الوقت المستغرق للتسجيل يمكنك تسجيل 30 شركة في أقل من 90 يوما في حال كان المندوب الذي يعمل معك «شاطر»، وعليك بتأجير مكتب في الجليب أو الفروانية أو العاصمة لزوم الواجهة وقم بجلب العمالة التي تتحقق لك عن طريق بيع الإقامات من أكثر من دولة أو حتى هنا في الكويت عبر وسطاء لك بين أبناء الجاليات الراغبين في جلب أبناء جلدتهم، إذا كان بيعك سليما «وماشي» فستحقق 300 ألف دينار في 90 يوما، ومع مندوب محام يجيد صياغة العقود التي سيوقع عليها العمال «الغلابة» بأنهم تسلموا مستحقاتهم كاملة منك وقاموا بالتوقيع على تنازلات كاملة وأوراق إجازاتهم فأنت «في السليم» ولا تنس ظهرا أو ظهرين في مجلس الأمة لزوم «السندة» فيما لو حدث وخرج قانون يلاحق تجار الإقامات.
في الطريقة الأولى أنت لن تكون أكثر من بائع وهم ومستغل، والثانية لا تعدو كونك لصا بمرتبة عضو مجلس إدارة، وفي الثالثة تصبح نخاسا يمتلك بطاقة عضوية من «التجارة».
توضيح: لست ضد الرقية الشرعية ولكن ان يباع بطل الماء المقروء عليه بـ5 دنانير فهذا أمر بحاجة الى فتوى رسمية من المختصين لتُقتل الدجاجة التي تبيض ذهبا لمجموعة كبيرة في الكويت يمارسون هذا العمل دون دراية أو سند شرعي.
كلمة أخيرة:
لكل من يقرأ مقالتي هذه ويقوم بتطبيقها وينجح في جمع المليون عليه ألا ينسى ان يبعث الى صاحب الفكرة «أنا» النسبة الشرعية و«الباجي عليه بالعافية».