ذعار الرشيدي
يعرف الشعب الإماراتي بأنه من أكثر شعوب المنطقة طيبة، من هذا الشعب خرج سمو الشيخ الراحل الشيخ زايد آل نهيان الذي كان سببا رئيسيا في تصدير هذه الصورة عن شعبه إلى العالم أجمع.
ومن أبنائه ولي عهد إمارة أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي دخل دائرة الضوء في المشهد السياسي الإماراتي منذ العام 2003 ولكن توقيت دخوله تزامن مع متغيرات كثيرة شهدتها المنطقة، خاصة انه عين يومها نائبا لولي العهد ورئيسا للجهاز التنفيذي للإمارة ليدخل وبقوة المشهد السياسي الإماراتي، بعد ان قضى سنوات قائدا لسلاح الجو برتبة فريق.
الشيخ محمد بن زايد اخترق حاجز الصورة المحلية إلى العالمية عبر الثقافة التي سخر لها كل الإمكانات لتواكب نهضة أبوظبي العمرانية مع نهضة ثقافية حقيقية تقودها هيئة الثقافة والتراث والتي دعمها ابن زايد بكل شيء حتى أنتجت أخيرا برنامج شاعر المليون، الذي حرص على رعايته بل حضور حلقاته، ذلك البرنامج الذي حقق 23 مليون مشاهد في بداياته الأولى، منها انطلق اسم محمد بن زايد ليحلق من سماء الإقليمية إلى العربية ولأنه لا تنقصه الكاريزما فقد تحول إلى نجم ووجه سياسي يعرفه جميع سكان الخليج.
«أبو خالد» هو لقبه الأقرب إلى قلبه رغم كثرة الألقاب والأوسمة التي حصل عليها وهو يعتبر احدى ركائز الحكم في دولة الإمارات ويتمتع بحضور قوي جدا في الساحتين سواء المحلية في أبوظبي أو الساحة الاتحادية الفيدرالية في الإمارات.
يرى المراقبون أنه أحد أسباب التوازن بين أفراد الأسرة الحاكمة سواء في أبوظبي نفسها أو بقية الإمارات لما يتمتع به من قبول كبير بين أفراد الأسر الحاكمة هناك.
النفس نحو التجدد والتجديد جزء آخر مما ورثه أبوخالد عن زايد الخير، وفي ظل شقيقه حاكم دولة الإمارات العربية الحالي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان توهجت أبوظبي من جديد لتقفز نحو العالمية عبر نهضة عمرانية لا مثيل لها في العالم العربي.
القرار الفوري الحكيم والحاسم ميراث آخر ناله أبوخالد من زايد الخير فهو يعمل وفق سياسة «دعه يعمل.. دعه يمر» هذا الأسلوب الذي جعل من الإمارات تقفز نحو المستقبل ليولد ما يعرف باسم «أبوظبي 2030» ذلك المخطط العمراني الشامل بتكلفة تبلغ 200 مليار دولار لينقل أبوظبي إلى آفاق المستقبل.
أبوخالد وفي الزيارة الأخيرة للرئيس الأميركي بوش إلى أبوظبي استطاع ان يؤكد على مبدأ الثورة على البروتوكولات السياسية وأخرج أعظم رئيس دولة في العالم من رداء السياسة إلى الصحراء ولو لدقائق، وجعله يجول على خيام برية وجمال ويداعب الصقر الحر وكأنه يبلغه «نعم نحن نعتز ببداوتنا ولكن ها نحن نخترق حواجز المستقبل نحو 2030».
أبوخالد ليس مجرد فرد من أفراد الأسرة الحاكمة في الشقيقة الإمارات بل إنه أعاد إلى الأذهان حكايات الفرسان بطريقة تعاطيه التي ملأت أبوظبي بعشرات الحكايات عن تلمسه لحوائج أهل أبوظبي بل والإمارات كلها.
لتتكرر جملة «من قال ان زمن الفرسان قد ولى؟»