ذعار الرشيدي
لا يمكن أن تشاهد أيا من أفلام عادل إمام الراسخة في ذاكرة جمهور السينما إلا وتجد دورا فيه يطول أو يقصر للممثل العبقري الراحل صلاح نظمي، الشرير دائما في معظم أفلام إمام، والطيب نادرا كما في شخصيته في فيلم «ليلة شتاء دافئة».
لو حاولت أن تقتطع صورة صلاح نظمي من أفلام إمام التي شارك بها لوجدت أن الفيلم سيكون ناقصا بل ومشوها، حاول أن تتخيل المتسول مثلا من دون صلاح نظمي، سيكون جيدا ولكنه لن يكون كاملا، حتى ولو حل مكانه أي ممثل آخر للعب شخصية المليونير النصاب.
الفصول التشريعية الـ 12 لمجلس الأمة برأيي أنها في كل فصل منها كاركتر شبيه بالشخصيات التي كان يلعبها «صلاح نظمي»، ليس شخصا شريرا بالضرورة ولكنه وجد ليكمل الصورة السياسية، كما أنه ليس بالضرورة أن يكون نائبا أو حتى وزيرا بل ربما كان أحد الشخصيات التي لعبت دورا سياسيا ما في أي من الفصول التشريعية السابقة لمجلس الأمة أو في المشهد السياسي عامة في الكويت.
وحاولت أن أعيد قراءة التاريخ السياسي، وعدت إلى المجالس التي حلت وتلك التي أكملت وما تخلل فترة انعقادها من أحداث سياسية وشخصيات لعبت دورا سواء في الحل أو حتى دورا في تشكيل أزمة ما أو كانت اسما مهما في دور الانعقاد ووجدت أنه في كل دور انعقاد كان هناك «صلاح نظمي» كاركتر مثيرا.
وبالعودة إلى ضفاف الذاكرة القريبة وجدت أنه وخلال أدوار الانعقاد الثلاثة الأخيرة بما فيها دور الانعقاد الأخير كان هناك 3 إلى 4 من نوع صلاح نظمي، طبعا ليسوا جميعهم على شاكلة تأثير «صلاح نظمي» فهناك منهم من هو أشبه بـ «علي الشريف» صاحب حضور ولكنه غير ذي تأثير كبير، كان الجمهور يخرج من الصالة فيتذكر افيهات عادل إمام، وقفشاته المضحكة، ولكنهم يخرجون بنسيان تام لصلاح نظمي ودوره الكبير، كما هو الحال معنا ينفض دور الانعقاد إما بحل أو بإكمال دورته ونخرج نتذكر الشخوص الرئيسية لمجلس الأمة ولكننا ننسى ان «صلاح نظمي» كان محورا رئيسيا في الأحداث التي مرت بدور الانعقاد ولكننا نسيناه تماما، ولن نتمكن من تذكره أو معرفة دوره بشكل حقيقي إلا بعد أن نعيد قراءة المشهد السياسي وساعتها تكون «الطيور طارت بأرزاقها».
قبل النهاية:
لمن لا يعلم شارك الممثل العبقري صلاح نظمي في أكثر من 725 فيلما طوال فترة حياته السينمائية، وتوفي في العام 1991.