ذعار الرشيدي
وأخيرا كشفنا الجانب الذي لا يعرفه الكثيرون عن زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن، وهو انه شاعر يكتب القصيدة الفصيحة بنفس تقليدي كما أعلن الأسبوع الماضي.
ونشرت مواقع اخبارية عدة نماذج من القصائد التي جمعها بروفيسور اميركي متخصص في الأدب العربي يدعى ميللر، الذي جمع خلال فترة طويلة نحو 20 شريطا شعريا يضم قصائد ابن لادن التي كتبها وألقاها بصوته.
واستمعت لقصيدتين بثتهما قناة الـ «بي.بي.سي»، ووجدت ان الشاعر اسامة بن لادن ليس اكثر من شاعر من الدرجة الثالثة، على المقياس الادبي، ولو كان صاحب طبقات فحول الشعراء ابن سلام الجمحي قد لحق بابن لادن لما وضعه ضمن اي طبقة لأن قصائده تحوي تكرارا لا معنى له وتشبيهات مكررة، ولو ان اسامة بن لادن قرر – ولو خيالا – ان يشارك بقصائده تلك في برنامج «امير الشعراء» لما تأهل حتى للشعراء الـ 100 الذين يتأهلون للمسابقة.
لمست من خلال قراءاتي لقصائد الشاعر اسامة بن لادن خللا في الوزن لا تخطئه أذن، ولعل تلك اهون مشكلات الشاعر اسامة، اما مشكلاته الكبرى فهي انه في قصائده لا يجيد الصرف ولا يجيد استخدام الدال والمدلول في موقعهما الصحيح وهو امر لا يقع فيه شاعر مبتدئ، ناهيك عن اخطاء في النحو.
ومن خلال بحثي في الانترنت وجدت عددا كبيرا من القصائد التي تنسب الى ابن لادن، ومعظمها ان صدقت فهي تثبت انه لا يصلح حتى لأن يكتب نشيد روضة في العيد الوطني، ولو ارسل قصيدة من تلك القصائد الى الزملاء في «الواحة» لكان ردهم عليه في زاوية القراء: «عزيزي اسامة بن لادن، نأسف، قصيدتك غير موزونة وتفتقر الى ادنى مقومات الشعر، حاول مرة اخرى وننتظر جديدك».
والأهم انه يجب على البروفيسور ميللر الذي أعلن الكشف الخطير ان يعرف ان ما كتبه اسامة ليس اكثر من محاولات شعرية لا تصلح للنشر، وما كان له ان يقيم الدنيا ويقعدها من اجل كشف «لا يودي ولا يجيب».