ذعار الرشيدي
شيء جميل ان يكون لأي وزارة ناطق رسمي، بل المطلوب ان يكون لكل وزارة ناطق رسمي، ولكن ان يكون الناطق الرسمي لا يستطيع جمع ثلاث جمل مرتبة على بعضها ليقول فقرة مفيدة يمكن ان يخرج منها اي من الاعلاميين بخبر «عليه القيمة» فتلك مصيبة!
الناطق الرسمي لابد ان يكون مطلعا على كل صغيرة وكبيرة فيما يخص الوزارة الموكل اليه ان ينطق باسمها، وحتى لو لم يُرِد الاجابة عن اي استفسار يَرِد اليه من اي جهة اعلامية يمكنه التهرب بديبلوماسية او حتى يكتفي بالجملة العربية الشهيرة «لا تعليق»، ثم يلحقها بابتسامة وجمل تطيب خواطر السائلين الذين لم يجدوا حاجتهم لديه، يجب عليه ان يكون شخصا متمكنا من ان يتهرب بديبلوماسية عندما لا يريد الافصاح عن امر خطير او أمني حيوي يمس سمعة وزارته او المسؤولين فيها.
ولكن ان يكون مجرد شخص لا يوجد في جعبته سوى ثلاث جمل هي كالتالي: «ما أدري» و«ما قالوا لي» و«اسأل وأرد لكم خبر»، هذه الجمل لا تجعل الشخص ناطقا رسميا، بل تجعله اقرب الى السكرتير، بل ان حتى السكرتير يستطيع استخدام اكثر من تلك الجمل الثلاث، اما ان يكون ليس اكثر من «بشتخته» تم تخزين تلك الجمل الثلاث على اسطوانتها، جمل لا تغني ولا تسمن من جوع الباحثين عن طرف معلومة.
يمكنك ان تجامل شخصا ما بتعيينه بمنصب في المخازن او ديوان الوزارة او مكتب الوزير أو تسلمه قطاعا بعيدا عن الاضواء، ولكن ان تجامله وتعينه ناطقا رسميا وترميه تحت الاضواء وهو لا يستطيع حتى فك شفرة الحكي العادي فتلك مصيبة المصائب، فهنا اما انك تريد ان تحرقه او انك تريد ان تقول لنا «ليس لدينا سوى هذه البضاعة».
وبالمناسبة في حالة كهذه بضاعتكم لا تعنينا ولا تلزمنا كإعلاميين ولا تهمنا ولا تشكل في حساباتنا حتى 1%.
عندما يتم تعيين ناطق رسمي فياحبذا لو تم تعيينه بخلفية اعلامية حقيقية يجيد الحديث وتركيب الكلمات، وان يكون شخص علاقات عامة بالدرجة الاولى ومن الطراز الاول ويجيد لعبة التلاعب بالكلمات، يعرف متى يتحدث ومتى يتوقف عن الحديث، لا ان يكون شخصا لا يعرف سوى 3 اشخاص ولم يزر في حياته سوى ديوانيتين (الأولى ازيلت من قبل لجنة التعديات والثانية لا تفتح الا بالصيف ولا تمنح روادها سوى شاي مخدر قديم).