ذعار الرشيدي
توم كروز عيناه خضراوان، تلك هي الحقيقة التي اكتشفتها مؤخرا ورغم انني شاهدت اكثر من 12 فيلما لكروز بما فيها الثلاثية «الهندية» التي تحمل اسم «مهمة مستحيلة»، الا انني لم انتبه للون عينيه الا بعد ان اشتريت تلفزيونا ذا شاشة مسطحة بمقاس 47 بوصة، وهو التلفزيون الذي اكتشفت مع شاشته العريضة ان نصف مذيعاتنا لسن على قدر الجمال الذي نعتقده خاصة وانك ترى ادق تفاصيل التجاعيد التي تركها الزمن بين تقاسيم وجوههن رغم محاولاتهن مقاومة ذلك بالبوتكس والشد والمط و«التفخ».
شيء «بايخ» ان تقضي سنوات وانت تتعامل مع التلفزيون ذي الـ 32 بوصة ولا ترى الاشياء على حقيقتها الكاملة، وانا شخصيا اعترف بانه لولا الـ 15 بوصة الفارقة بين تلفزيوني القديم والجديد لما رأيت حقيقة لون عيون توم كروز ومأساة «جكر» مذيعاتنا، وهما اكتشافان لا يمثلان اي قدر من الاهمية بالنسبة لي، ولكن هذا الاكتشاف قادني الى حقيقة ان حكومتنا ومنذ سنوات خلت وهي تنظر الى الامور من خلال شاشة ضيقة اعتقد انها لا تتعدى في حجمها الـ 14 بوصة، اي اصغر قليلا من تلفزيون خدامتنا واكبر بقليل من تلفزيون سائق جيراننا.
لسنوات والحكومة تحكم على الامور من منظور ضيق لا تتعدى مساحته الـ 14 بوصة، لذا كانت ولاتزال للاسف تنظر للامور من خلال شاشة لا تمكنها من رؤية كامل الحقيقة، وتحكم من واقع رؤية ناقصة فتأتي قراراتها بطبيعة الحال ناقصة، والادهى انه يتملكني اعتقاد ان تلفزيون حكومتنا الذي تراقب من خلاله برامج البلد بطوله وعرضه ليس سوى تلفزيون ابيض واسود و«فر» وفي احيان كثيرة ينقطع الارسال عنه ولا توجد على قنواته سوى جملة «تششش» في اغلب الاوقات.
سياسات الحكومة كلها مبنية على رؤية ضيقة، والحل يكمن في ان تقوم بشراء تلفزيون 47 بوصة، لترى الحقيقة الكاملة لكثير من برامج البلد.
وشخصيا اعلن تبرعي بتلفزيوني الجديد الى الحكومة شريطة ان تدفع لي تعويضا مناسبا او ان تتكرم علي وتحول تلفزيوني من تلفزيون خاص الى تلفزيون استثماري، فليس تلفزيوني بأقل من «عمارات الربع» التي تتحول من خاص الى استثماري بقدرة قادر.