ذعار الرشيدي
لا أحد يمكنه الجزم بكيفية الشكل الذي ستكون عليه الحكومة القادمة، ولكن ما نعرفه أن أمام هذه الحكومة التي لم تعرف «ملامحها» بعد تركة ثقيلة جدا، «ماتشيلها حاملات الطائرات».
تأتي هذه الحكومة في وضع اقتصادي صعب للغاية، وسهم أحمر تلبس مؤشر البورصة كما يتلبس الجني جسدا مسحورا، فلا لجنة إنقاذ نفعت ولا رقية اقتصادية نفعت ولا حتى دواء المحفظة نفع، بل حتى الضخ المباشر هو الآخر سقط في فخ الثقب الأسود للبورصة القادر على ابتلاع الكواكب.
تأتي هذه الحكومة في ظل حسابات «مشربكة» لأكثر من تيار وتكتل برلماني، جميعها تصب في خانة واحدة، عنوانها لا يتغير «لنستجوب رئيس الوزراء».
محاولة تشكيل هذه الحكومة تأتي في وضع سياسي متقلب، موسم سريات سياسية لا تعرف متى يعصف ومتى يثور غباره ولا متى يهدأ، فتارة تجد أعضاء المجلس هادئين «شحليلهم» رغم وفاة العشرات اسبوعيا بسبب الحوادث والمخدرات، وفي جلسة أخرى تجدهم وقد انتفضوا لأن بنغاليا كاد يموت من الجوع في مخيم ألقاه به معزبه على أطراف السالمي.
تداخلات اللعبة السياسية، وأطراف تعلن وأخرى لا تعلن وخيوط لعبة السياسة التي نتحول معها كمتابعين وكأننا نتابع مسرحا للعرائس نرى الدمى تتحرك ونرى الخيوط ولكننا لا نرى «سيد الدمى» الذي يحرك أطراف اللعبة بينما يبقى في الظل، في وضع مريب كهذا ستولد الحكومة الجديدة وما أكثر «سادة الدمى».
وسط متغيرات إقليمية وعالمية على جميع الأصعدة ستولد هذه الحكومة، وصراع يكاد يشتعل على بعد عشرات الكيلومترات من سواحلنا.
حكومة أمامها غابة ألغام من الأسئلة البرلمانية الجاهزة والمعدة سلفا لخمس وزراء، وتهديدات بالاستجواب لرئيس مجلس الوزراء ومحاورها معدة وجاهزة للانطلاق مع إعلان كامل التشكيلة قبل ربما حتى أن تحضر إلى المجلس وقبل أن يقسم أعضاؤها.
ومن رأيي أن يكتب كل وزير من وزراء الحكومة القادمة استقالته ويضعها في جيبه استعدادا للأسوأ، سواء كان حزمة من الأسئلة البرلمانية أو استجوابا وليكن شعاره «الاستقالة لاتزال في جيبي».
رسالة إلى كل الوزراء:
أرجو من الاخوة الوزراء عندما يقومون بتعيين ناطق رسمي لوزاراتهم أن يحرصوا على أن يقوموا بتعيين شخص يجيد اللغة العربية كتابة وقراءة «يفك الخط يعني» وأن يكون حاصلا على الأقل على رابعة ابتدائي.
رسالة إلى من كانوا يحبون الوطن:
دعواتكم إلى التعليق هي خاتمة سيئة لتاريخ طويل، سنبقي على احترامنا لكم كرموز للعمل الوطني، ولكننا أبدا لا نكن أي احترام لدعواتكم المشبوهة، ولا نريد أن نقول لأحدكم «كبرت ودبرت» ولكن سنقول لكم احتراما «اعتزلوا فقد آن الأوان ليأتي غيركم وإن كان قد تملككم اليأس من هواء الديموقراطية فالعيب كل العيب في رئاتكم التي أنهكها تبغ التعاطي الخاطئ مع السياسة، فتوقفوا عن نفث دخانكم في وجوهنا كل صباح واعتزلوا».