ذعار الرشيدي
اليوم نطفئ آخر شموع العام 2008، مستقبلين العام 2009 بكل ما يخبئه لنا بين ثنايا أيامه التي لا شك انها ستحمل الكثير والكثير من المفاجآت، ولكن ما أمنيات كل كويتي للعام 2009؟! تكاد تكون هي نفسها التي يكررها كل كويتي مع نهاية كل عام، ولا يفعل منها شيئا كما أن شيئا منها لا يتحقق، فتبقى حبيسة أدراج الأمنيات التي لا يفتحها الكويتي إلا في آخر 3 أيام من كل عام وكأنه يعيد ترتيب نفسه خلال تلك الأيام تماما كعجوز ثمانينية تستمتع بعد «الخردة» من محفظتها «الخرزية»، ورغم أنها تعرف أن المبلغ هو ذاته إلا أنها تستمتع بعدها يوما بعد يوم دون كلل.
كذلك أمنيات الكويتيين لا تتغير ولا تخرج عن إطارات محددة تشكلها الثقافة الكويتية الجديدة التي ابتلينا بها منذ العام 1991، أي بعد التحرير، وسأحاول أن أعرضها وفق ما أعرف من هنا وهناك، وهي كالتالي:
أكسب أي سحب من سحوبات البنوك المليونية، أو سحب سيارة في جريدة أو جمعية أو كوبون سوق شعبي، المهم ان أفوز وأكسر نحس السنين (كل الكويتيين يشوفون أنهم منحوسين ما تدري ليش).
يطيحون القروض (عشان يقترض مرة ثانية وثالثة ورابعة وخامسة).
يفوز ولد عمي في انتخابات 2009، سواء أمة أو جمعية تعاونية أو ناد أو «إن شاء الله» في نادي أصدقاء مجلة ماجد، المهم يفوز واحد أعرفه عشان أمشي شغلي.
أتعرف على مليونير أو واحد من ربعي يصير مليونيرا (مو أهوه يصير مليونير، لا واحد ثاني يصير مليونير وأهو يتعرف عليه... عاش الكسل المزمن).
يلغون البصمة والكرت من دوامي، عشان أعيش ملك زماني، أو أنقل لدوام من هالدوامات اللي يداومون يوم بـ35 يوما.
اشتري خطا ماسيا بـ5 أو 6 أرقام متشابهة.
أسفر سائقنا، لأنه صار لي 5 شهور مو معطيه راتبه وكله يحن.
أسس شركة أو مؤسسة وأضمنها، أو أحضر عليها 5 كفالات أو 10 كفالات حسب الواسطة وأرد اضمنها (المهم آخر شيء ما يسكرون ملفها بالشؤون وما أحال للنيابة العامة).
أقطع السجائر.
أرد أدخن مرة ثانية بس على الخفيف.
ألاقي كنزا (نص الكويتيين حسبالهم علاء الدين صج).
البنك يغلط في حسابي ويحولون لي مليون دينار، وما أحد يدري (ما قلت لكم نص الكويتيين حسبالهم علاء الدين صج).
أسوي ريجيم وأضعف (طبعا نص نسوان البلد صار ممكن يدشون مسابقات ملاكمة الوزن فوق الثقيل، لا ويفوزون بالضربة الفنية القاضية بعد).
أدش نادي عشان أشيل الكرش (يدش يومين ويطلع ويرد حق الديوانية وقالوا وقلنا).
أقدم برنامجا أو أطلع بشاعر المليون، المهم أصير مشهور، أو أنا والربع في الديوانية «نتحاطط» ونسوي قناة فضائية.
أروح لطبيب الأسنان وأسوي كورس كامل لتعديل أسناني (ثلاثة أرباع الكويتيين يكرهون أطباء الأسنان كره العمى).
أروح يوم مراجعة في أي دائرة حكومية وما يقولون لي تعال باجر أو سكر الصندوق أو الكمبيوتر عطلان.
سائقو التاكسيات الجوالة البنغالية يختفون من البلد نهائيا.
أن استمر 24 ساعة دون أن أطلب مطعم توصيل (80% من سكان البلد صاروا مدمنين مطاعم).
إرهابيون يخطفون طيارة وأنا اللي أنقذ الركاب وتطلع صورتي في الجرايد ويسوون معاي لقاءات.
يدقون علي ويسلموني حقيبة وزارية إن شاء الله لو لـ24 ساعة وبعدها تستقيل الحكومة المهم أصير وزير وأدخل نادي «الوزراء السابقين» وراتب يمشي 5000 دينار طول العمر.
أرد البيت وألاقي أم العيال طابخة مو الخدامة.
أسافر القطب الجنوبي (كل الكويتيين عندهم عقدة زيارة أماكن ما أحد راح لها بس عشان يردون يسولفون).