ذعار الرشيدي
كما مسخ راغب علامة أغنية «سر حبي فيك غامض» للفنان أبو بكر سالم، عندما أعاد غناءها مؤخرا راغب وبشكل جعلها أقرب إلى أغاني أطفال الروضة يحاول بعض أعضاء مجلس الأمة إعادة سيناريو ترتيب أجواء حل العام 1986 بمسخ سياسي لا يقل سوءا عما فعله راغب بأغنية ابو بكر سالم، تلك الأغنية الرقيقة الطبيعية الهادئة الحالمة التي تحولت على يد راغب إلى شيء ما يشبه الغناء ولكنه لا يمت إليه بصلة.
وراغب علامة يستطيع الغناء بالرغم من هذه السقطة الفنية الكبيرة التي ارتكبها في حق نفسه عندما أعاد محاولة إحياء أغنية أكبر وبكثير من مستوى خامته الصوتية إلا أنه يبقى في النهاية مطربا له لونه الخاص ولكنه لون لا يؤهله أبدا إلى محاولة ارتكاب كل أطياف ألوان الغناء خاصة تلك الألوان القزحية التي لا يجيدها سوى عملاق فني كأبي بكر سالم في أغاني خالدة مثل «سر حبي فيك غامض» و«ظبي اليمن» و«24 ساعة» و«واويح نفسي» و«وما يحتاج يا عيسى».
وبعض أعضاء مجلس الأمة ومع معرفتهم المسبقة بأنهم لا يستطيعون الغناء سياسيا بشكل مقنع إلا أنهم يريدون أن يمارسوا الغناء النشاز وسط جوقة موسيقية بالكاد يعرف أفرادها جملة «تافا تيفي تاتا» الجملة التي كانت تدرس لنا في الابتدائية عندما كنا صغارا، وعبثا حاول بتلك الجملة مدرسو الموسيقى تعريفنا بمبادئ الموسيقى، نحن الصغار الذي خرجنا من خلفية ثقافية أبرز ملامحها الموسيقية سامرية «نحت أنا لو أبرا».
ولا يذكرني أولئك الأعضاء المحترمون جدا سوى بتلميذ صغير لم يمسك في حصة الموسيقى سوى جرس المثلث «بالغلط» وشرع في تأليف سيمفونية موسيقية ليقنعنا بأنه خليفة بتهوڤن، رغم وتيرة الغناء النشاز التي ابتلينا بها منذ أن سلمناهم أصواتنا وأوصلناهم إلى الكرسي الأخضر لـ «يسودوا» عيشتنا.
ويتزامن غناؤهم مع ترديد كورال إعلامي لسيمفونية الحل التي نسمع بعض الساسة «يدوزنون آلاتهم الوترية خلف كواليس مسرحنا السياسي المزدحم استعدادا لعزفها قريبا وقريبا جدا، ولا يحتاج العرض الآن بحسب ما تنبئنا به الأحداث الأخيرة سوى إلى عامل المسرح الذي ينحصر دوره بفتح الستارة لنستمع إلى العرض... عرض الحل.