ذعار الرشيدي
الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين من التجار القلائل في الوطن العربي الذين أحالوا جزءا من ثروتهم إلى ما يصب في مصلحة أوطانهم بل والأوطان الأخرى أيضا، فمن إقامة مهرجانات شعرية سنوية ومعجم للشعراء العرب هو الأضخم والأول من نوعه في الوطن العربي قام عليه عدد كبير من الشعراء الكبار، وأعاد إحياء شيء من جسد الساحة الثقافية في الكويت وفي الوطن العربي كافة بل وصل حتى إيران ليتجاوز بعطائه للأدب المحلية إلى العربية ثم إلى الإقليمية.
ومؤخرا أقامت جائزة عبدالعزيز سعود البابطين دورة تدريبية للمذيعين بالتعاون مع وزارة الإعلام، بعد أن تكفلت الجائزة بكل مصروفات الدورة وهي الدورة التي حاضر فيها خبراء الإعلاميين أمثال الإعلامي المصري القدير وجدي الحكيم والمذيع اللبناني المعروف نيشان ومن الكويت الزميل الكاتب القدير سامي عبداللطيف النصف ود.علي القناعي وبإشراف الزميل ناصر العتيبي ومدير القناة الأولى بتلفزيون الكويت المخرج المخضرم علي الريس ومشاركة إعلاميين متمكنين أمثال قاسم عبدالقادر في دورة تدريبية توقفت وزارة الإعلام عن تقديم مثلها منذ زمن بعيد حتى جاءت جائزة سعود عبدالعزيز البابطين لتقدم الدعم لمثل هذه الدورات وتتكفل بها كاملة وتم قبول عدد من المذيعين والمذيعات فاتحة بذلك الباب لوجوه جديدة من مختلف الأطياف من كويتيين وغير كويتيين لاختيار الأكفأ والأفضل عبر تلك الدورة التدريبية المكثفة مع وعود بتعيين من يتجاوز الدورة بنجاح كمذيع في تلفزيون دولة الكويت دون التفرقة بين الجنس والجنسية أو اللون، ومثل هذه الشراكة بين القطاعين الخاص والعام هي حقيقة ما ينقص البلد منذ زمن بعيد، وليس علينا إلا شكر القائمين على جائزة عبدالعزيز سعود البابطين وعلى رأسهم الشاعر والأديب عبدالعزيز سعود البابطين ووزارة الإعلام التي قبل مسؤولوها وعلى رأسهم وزير الإعلام الشيخ صباح الخالد فكرة الشراكة في تلك الدورة وقاموا بتطبيقها لإيمانهم بأنها تصب في المصلحة العامة.
أعلم يقينا أن الكثير يعتقدون أننا ككتاب لا نسلط الضوء إلا على السلبيات إلا أنه اعتقاد خاطئ على الأقل لا ينطبق على معظم الكتاب، فهذه الحسنة الإيجابية التي قامت بها وزارة الإعلام تستوجب منا الوقوف والشكر لكل القائمين عليها.
وللأسف ان مشكلة بعض الكتاب أنهم يعتمدون على وكالة «يقولون» في نقل أخبارهم ويتخذونها كمصدر وحيد في النقل والنقد، فأحد الذين انتقد تلك الدورة قال ان وزارة الإعلام تصرف ميزانية ضخمة في تلك الدورة على مقيمين، والحقيقية التي لم يتحرها الكاتب «السماعي» هي أن الدورة لم تكلف وزارة الإعلام دينارا واحدا، وأما القبول والنجاح في تلك الدورة سواء لمواطنين أو مقيمين أيا كانت أعمالهم شعراء كانوا أو إعلاميين أو فنانين التحقوا بتلك الدورة فهذا لا يعني سوى أمر واحد وهو نجاح تلك الدورة قبل حتى أن تبدأ، وأما مسألة تقديم المواطنين والمواطنات في تلك الدورة على غيرهم فالأمر هنا لا يخضع للمواطنة أبدا ولا علاقة له بكويتي وغير كويتي لأن فن التقديم الإعلامي موهبة وقدرة في المقام الأول وليست مواطنة، ولو كانت المواطنة هي جواز المرور لتصبح مذيعا لوجدنا جميع الشعب الكويتي مذيعين فقط لأنهم كويتيون، وللعلم أيا كانت نسبة المواطنين والمواطنات التي ستعلن لاحقا في تلك الدورة فهي خاضعة لشروط أعتقد أن القائمين على الدورة يعونها جيدا ولن يغامروا بقبول شخص يمكن أن «يوهقهم» فقط لأنه كويتي.
فشكرا لوزارة الإعلام والقائمين على تلك الدورة والشكر موصول للقائمين على جائزة عبدالعزيز سعود البابطين لقيامهم بتلك الخطوة التي تتوج بحق وبعيدا عن «الفذلكات» الإعلامية مفهوم شراكة القطاعين الخاص والعام في خدمة الوطن.
وأعتقد أنه على بعض الكتاب تحري الدقة فيما يكتبونه وأن يقوموا بالدخول بدورات تدريبية لمعرفة كيفية التحقق من الخبر وأنا شخصيا مستعد لأن أقدم هذه الخدمة مجانا لكل من أراد أن يعرف ألف باء تحري الدقة حول أي معلومة.