ما يحدث الآن على الساحة الكويتية يشبه «موسم انتقال اللاعبين»، فهناك ساسة انتقلوا من فريق سياسي الى فريق سياسي آخر، لذا اختلف واقع القرارات السياسية كلها، ولا أحد يعلم على وجه الدقة «الصفقات» التي تمت خلال انتقال اللاعبين السياسيين من معسكر الى آخر، ولكن هذا يدل على ان المشهد السياسي بأكمله في طريقه الى التخيير والى الأبد، والقادم من الأيام سيشهد حالة انتقال لاعبين سياسيين وبالجملة.
***
مشروع ائتلاف المعارضة واقعيا ليس بأكثر من ورقة ضغط اعلامية، لا أكثر ولا أقل، وهو أمر مستحق، بل مشروع وخطوة من حق المعارضة الاقدام عليها، ولكن الحقيقة ان اي مشروع اصلاح سياسي من اي نوع لابد ان يتم عبر القنوات الدستورية والقانونية، أعني ان مشروعا بهذا الحجم لابد ان يمر عبر بوابة مجلس الأمة، عدا ذلك هو ليس بأكثر من حديث سياسي سابق لأوانه.
***
والمعارضة اصابت في مقاطعتها لانتخابات ديسمبر 2012، ولكنها اخطأت في مقاطعتها لمجلس يوليو 2013، ففي المقاطعة الأولى سجلت موقفا سياسيا اتفق معه الجميع يومها، ولكن في المقاطعة الثانية ارتكبت خطأ سياسيا فادحا بحق الديمقراطية، وكان عليها ان تخوض الانتخابات وتغامر بدلا من ان تترك الامور تحت رحمة.. المقاطعة الثانية التي كانت نتيجتها أو جزء من نتائجها ما نراه اليوم.
***
المعارضة عليها ان تعي انها لا تمثل نفسها في قراراتها، بل تمثل قواعد كبيرة من الشعب والشباب، واعتقد ان عليها- بدلا من قرار المقاطعة الثانية- ان تلجأ لاستفتاء قواعدها كما تفعل كل الاحزاب التي تؤمن بقواعدها. نعم كان عليها ان تطرح مشروع مقاطعتها الثاني للاستفتاء، بل تطرح حتى مشروعها السياسي للاستفتاء، فهو مشروع لا يفيدها وحدها بل يعني الجميع، وتحديدا قواعدها التي تنطلق منها.
***
ولنأخذ المسألة بـ«حسبة بدو» ونطرح سؤالا: ماذا كان سيحدث لو خاضت المعارضة انتخابات يوليو 2013 ولم تقاطعها؟ وكم مقعدا كانت ستنال؟ الاجابة انها كانت ستحصل على 22 مقعدا في أسوأ الحالات، وهو رقم كان كافيا جدا لتغيير واقع ما نحن نتجه نحوه الآن، وكان يمكن لها ان تغير المشهد السياسي الى الافضل.
[email protected]