بغض النظر عن كل الملابسات والاسباب التي ادت الى منع فيلم «حلاوة روح» لابد ان نعي امرا مهما جدا، هو ان زمن الوصاية على الشعوب وتحديد ما يشاهدونه ومالا يجب ان يشاهدوه او يقرأوه قد انتهى والى الابد، ليس فيما اقول تبرئة لفيلم اجمع كثيرون على انه فيلم فاشل على جميع المستويات فنيا واخلاقيا، ولكن في زمن الفضاء «الداخلي» المفتوح على مصراعيه من الصعب جدا، بل من المستحيل فرض الوصاية على ما يجب ان يعرض وما لا يجب ان يعرض، فهذا الامر ليس مستحيلا فحسب بل من تاسع المستحيلات.
> > >
واقعيا، لا يمكن ان تمنع فيلما او مقطعا أو «تغريدة» او رأيا او خبرا، فحواجز المنع ايا كانت يمكن لمراهق في الثالثة عشرة من عمره ان يكسرها بـ«كبسة زر».
الامر لا يتطلب سوى هاتف ذكي واشتراك انترنت ثم يمكنك ان تدخل «جحر الارنب، وترى من العجائب ما لم تر الصغيرة أليس».
> > >
مع الهواتف الذكية والانترنت ومواقع بل وتطبيقات تجاوز أي «حجب» حكومي اصبح المستحيل هو ان تمنع رأيا من الانتشار او ان تسيطر على فكرة من المرور من شخص الى آخر، او ان تفرض وصاية ما يجب ان يشاهد الناس وما يجب الا يشاهدونه.
> > >
الواحد منا يخبئ العالم كله بأسراره وافكاره في جيبه الايمن، في هاتفه الذكي، متى ما اراد ان يطلع على اي شيء يريده فلن يمنعه لا رقيب ولا قانون، فقوانين «الفضيلة» الرسمية لم تعد ذات جدوى، فالحكومات لم تعد تتحكم بمصادر المعلومات، بل الفرد هو من يتحكم بمصادر المعلومات، وهذا الانقلاب الخطير جدا في مبدأ «تدفق المعلومات» لم تنتبه اليه الحكومات العربية وكثير من الحكومات غير العربية.
> > >
تماما كفكرة السيطرة على دخول الكتب والمجلات، فــ90% من الكتب الممنوعة قابلة التحميل لأي شخص من عشرات المواقع المتخصصة بتحميل الكتب وتوفيرها إما على صيغة pdf او غيرها من الصيغ، كذلك الافلام والمقاطع ولم يعد المنع لأي رأي مجديا في زمن الانترنت.
[email protected]