بالأمس وصلت إلى مكتبي ووجدت رسالة مسجلة من البنك الذي أتعامل معه، ولأنني لم أتعود أن تصلني مثل هذه الرسائل، فقد بادرت بفتحها وقراءتها وصدمت أن الرسالة تحوي كشفا تفصيليا لحركة حسابي طوال الأشهر الثلاثة الماضية، الصدمة بالنسبة لي كانت وأنا أقرأ الرقم الموجود في خانة الرصيد الحالي، وكانت كالتالي (37.258.412.018)، بالطبع استغرقني الأمر نحو الدقيقة حتى أتمكن من قراءة الرقم بشكل صحيح، حتى تمكنت من قراءته كالتالي: «سبعة وثلاثون مليونا ومائتان وثمان وخمسون ألفا وأربعمائة واثنا عشر دينارا.. و18 فلسا»، أعدت قراءة الرقم ثلاث مرات وسط صدمة غير متوقعة، إلى درجة أنني استعنت بالزميل أمير زكي الذي كان بجانبي لقراءة فحوى الرسالة البنكية، والذي أكد صحة الرقم كما قرأته.
***
الرسالة صحيحة، والرقم كان صحيحا، وقبل أن أقوم بالاتصال بالخدمة الهاتفية للبنك، أعدت قراءة الرسالة، وتحديدا خانة الاسم، لأجد أن الاسم مقارب من اسمي باللغة الانجليزية إلى درجة كبيرة ولكنه ليس اسمي كما هو مدون في سجلات البنك الرسمية، هنا طبعا صدمت مرة أخرى لأنني لم أتحول إلى مليونير كما توقعت، الخطأ كما اكتشفته بعد المراجعة أن عنوان المرسل إليه بداخل الرسالة ليس عنواني، أما المرسل إليه على الظرف الخارجي فكان عنواني على صحيفة «الأنباء» بحسب ما هو مسجل في البنك.
***
والأمر لم يكن أكثر من خطأ عرضي، ولكنه حولني إلى مليونير لمدة 60 ثانية فقط، وأعتقد أن هذا يكفيني لأتفاءل كإشارة حظ، حتى وان كانت خطأ.
***
عندما سألني الزميل أمير زكي: ماذا كنت ستفعل بهذا المبلغ لو كان في حسابي بشكل صحيح؟، قلت له، أولا: أتبرع بـ 200 وحدة تكييف لمدارس التربية، ثم أقدم على إجازة لمدة 6 سنوات أقضيها في أي بلد في العالم، على أن أعود بعد أن يكون الصراع السياسي في البلد قد هدأ، وأعتقد أنه خلال تلك الفترة ستتعاقب على البلاد أكثر من 22 حكومة و9 مجالس أمة، بعدها أعود ربما تكون الأمور أكثر هدوءا مما هي عليه الآن.
***
الأمر الأهم أنه وقبل أن أهاجر هجرتي المؤقتة سأتبرع بطاقم مستشارين عالمي أقوم بتوزيعهم على مختلف وزارات الدولة، ربما أقول ربما، يمكن أن يقدموا شيئا، فـ «60%» من المستشارين الحاليين في الحكومة وصلوا إلى مناصبهم.. بالمصادفة.
>>>
توضيح الأوضح: أنا مو معقدني في الرقم المليوني في الرسالة إلا قصة الـ «18 فلسا»!
[email protected]