لا شك أن الصراع السياسي في البلد بدأ يأخذ شكلا آخر ومنحى مختلفا عن السابق، اليوم تغيرت قواعد اللعبة السياسية لدينا بشكل شبه جذري، بعد أن تنحى أو دخل دائرة الظل البعض، ودخل دائرة الضوء لاعبون جدد أو لاعبون معتقون، ولكنهم تحولوا الآن إلى مفاتيح رئيسية في الصراع السياسي.
****
ميزة الصراع الأخير الذي بدأ يلقي بظلاله على مجلس الأمة أنه صراع غرف مغلقة، صراع سواء اتفقت مع أطرافه أو لم تتفق يبقى في حدود دهاليز السياسة، ولا تنتقل عدواه إلى الشارع، وربما هذه الحسنة الوحيدة في صراع من هذا النوع، وأغلب الصراعات السياسية «المحترمة» تدور معاركها في الغرف المغلقة أو بعيدا عن الشارع، وهذا هو مفهوم الصراع السياسي الحقيقي، لا أقول هنا إنه يجب أن نؤيدها ولكن الصراعات التي تبقى رهن حدود مكاتب الساسة ودواوينهم أفضل بكثير من الصراعات التي تنتقل إلى الشارع وتشعله، حتى وإن اتفقت مع الثانية واختلفت حول الأولى.
****
هذا الصراع الدائر اليوم بغض النظر عن اللاعبين سيكون هو بداية لتغيير سياسي قادم، وقد يكون هو بداية نهاية مجلس الأمة الحالي، بل من الواضح أنه يتجه إلى هذا المنحى بشكل كبير ومتسارع.
****
المهم أنه مادام الصراع يسير أطرافه وفق القنوات الدستورية بغض النظر عن طريقة استخدامهم لها ووفق القانون وبعيدا عن تأجيج الشارع أو استخدام الأسلحة «الطائفية والقبلية والفئوية» فلا بأس، حتى يتضح بياض خيط هذا الصراع من سواده، بعدها يمكن أن نصدر أحكامنا.
****
إذا استمر الصراع بوتيرته الحالية فيمكن أن يؤدي إلى حل مجلس الأمة قبل نهاية العام، وهذا الصراع الأخير سيغير من شكل التحالفات السياسية تماما، لننتظر ونرى مع أول أسبوع من دور الانعقاد الثاني للفصل التشريعي الحالي.
****
توضيح الواضح: كما ذكرت الصراعات السياسية تحدث في كل بلد، وهي جزء من العملية السياسية وليست ضربا من الجنون، المهم ألا تؤثر تلك الصراعات على البلد والأهم ألا تنزل إلى الشارع.
[email protected]