رحم الله العم الراحل هيف بن سعد الحجرف، الجار والعم والوجيه والإنسان الذي كان ديوانه «مدهالا» لكل محتاج، رحمه الله رحمة واسعة وفتح الله على قبره روضة من رياض الجنة، فلم يكن مجرد وجيه آخر من وجهاء مدينة الجهراء، بل كان قامة لنصرة أي مظلوم، «يفزع» مع من لا يعرف قبل «فزعته» لمن يعرف.
****
لا أعرف لم تذكرت العم الراحل هيف الآن وأنا الذي قصرت في رثائه عند رحيله قبل 4 أعوام؟! وليس في مقالتي هذه رثاء له رحمه الله، قدر ما هو استذكار للمواقف التي جمعتني به، وهما موقفان فقط، كلاهما كنت ألعب دور «الضحية»، وكان رحمه الله يلعب دور «المنقذ».
الموقف الأول الذي جمعني به كان عند تغطيتي كصحافي لجولة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد على محافظات الكويت إبان ما كان رئيسا للوزراء عام 2003، يومها وبسبب التزاحم منعت من الدخول، وأتذكر أنني وقفت خارج الصالة حتى مرّ بجانبي وناديت عليه: «يا عم هيف، أنا فلان ومنعت من الدخول»، لم يتردد لحظة واحدة وقام بالإمساك بيدي وهو يقول: «تعال»، وأدخلني معه حتى أجلسني بجانبه رغم تحديد الأماكن مسبقا، يومها لا أنسى ولا اعتقد ان أحدا ينسى كيف ان العم هيف خرج ليتحدث أمام صاحب السمو الأمير، وبدلا من ان يطلب شيئا لنفسه أو لأبناء منطقة القصر التي نقطنها طلب من سموه حفظه الله الا يتم التعسف مع البدون فيما يتعلق بإجازات القيادة الخاصة بهم خاصة من العسكريين في كلمة ارتجلها لا أعتقد ان أحدا ينساها، كما قلت كان، رحمة الله عليه، يطلب الحق للآخرين قبل ان يطلبه لنفسه.
****
العم هيف بن سعد الحجرف قامة كويتية لا يمكن أن تُنسى، وإطلاق اسمه على احد شوارع منطقة القصر لا أعتقد أنه كاف، فالرجل كما قلت لم يكن مجرد وجيه آخر من الجهراء بل احد أعمدة الجهراء وله إسهاماته في البلد ككل وليس في المنطقة وحدها، ولذا يستحق إطلاق اسمه على مدرسة في الجهراء أو أي صالة أو منشأة حكومية، وليست هذه مطالبة إجبارية بقدر ما هي استحقاق لشخصية يعرف اثرها وتأثيرها كل أهل الجهراء.
****
كان يتم التعريف بالعم هيف بن سعد تحببا بين أهل الجهراء خاصة باسم «أخو بدحه»، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وغفر له وتجاوز عنه.
****
كان- ولايزال- ديوان العم هيف «مدهالا» للمحتاجين الذين يتجمعون بعد صلاة الفجر فيه، وهي عادة لايزال أبناؤه يحافظون عليها حتى اليوم.
[email protected]